لمسة حنان....بقلم الشاعر يحيى صديقي


 لمــســـــــــــــــــة حـــــــــــنان

سمعني أتحدّث. قال: من أنت؟ قلت: أنا.

قال: أنا. التفت خلفي، كان ظلي وحـده والصدى!.

دحرجت جسمي على الطريق، لم تسعفـن رجلاي، حبوتُ على أربع،

ناديت بأعـلى صوتي، يـا أمّـي إلـيّ تعال. 

 ضحك المارون من حولي، اخترقت قهقهاتهم العـالية طبلة أذني

وأحسست بمسمار الصمم قـد اخـترقهـا.

وقفت عجوز عند رأسي، وقالت بصوت حاني:

هـيّاِ بـني تعال، أنا هـنا. وأمسكت بيدي، جذبتي برفق. قمت، استويت واقـفا على رجلي، ولساني يلهج بالشكر، وعيناي قـد غرقت في لجّـج من الدموع.

 خاطر سـريع تدحـرج بصـدري، واندلق بداخلي سؤال مكتوم. 

 هل كانت أمـي؟

 سمعـته من خلفي يتـكـلّم. لم أتـبين حـديثه، تلفـتُّ إلـيه، وقـلت مـن؟   

 قال: أنـا !!؟

قلت: من، يا أنا؟

قـال: ابن من رفعتك من على الأرض، وأوقفتك على رجليك، حـين كنت تحبو !! ؟

أنا اِبـن أمـك، أنـا ابن تلك العجوز !!!؟؟؟

 تلفت خلفي، كان ظـلّي والصـدى.

كنت حينها خارج المدار، والمساء بارد جدا، 

لكن كان في قلبي دفء مـن لمسة أمـــــــــي.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر