وجع وحزن....بقلم الشاعر محمود علي علي
وجع وحزن
"""
واريتُ آهاتي بصدريَ وانثنت
كالنارِ تكوي في الحنايا أضلعي
نخرت عظامي وانثنت بمفاصلي
والعزم غادرني وبات مودّعي
جمرٌ تخفّى في ثنايا مقلتي
يهمي كبركانٍ يفورُ بمربعي
والعينُ كلَّلها البياضُ فلا تَرى
وتقادم الأيام راح بمسمعي
عانيت من ألمٍ تملّك خافقي
وبُريتُ من سقمٍ وهولٍ مفزعِ
آه تملّكني وأضحى قاتلي
حتّى أراني كالمسجّى موضعي
وكتمتُ في الصدرِ المعنَّى علَّتي
والسرّ لا أفشي ليومِ المرجعِ
حزنٌ عميقٌ قد تملَّكني وما
رقَّت لحالي عبرةٌ من أدمعي
واحسرتاهُ على زمانٍ قد مضى
عهدُ الصبا قد راحَ لا لم يرجعِ
فلذاتُ كبديَ غادروني وانثنوا
تحتَ الثرى وبغيرهم لم أفجعِ
زرتُ المقابرَ أندبُ الحظَّ الذي
قد نلتهُ في ذي الزمانِ المروعِ
حزني عليهم حزن يعقوب على
إبنيه لا بل فاقَ عنه بأربعِ
أو مثل ثكلى فارقت أطفالها
في يوم عصفٍ مالها من شافع
واحسرتي في كل ماهبّ الهوى
أو رفّ جفنيَ أو أشارت إصبعي
فالعين تبكي والفرات مدادها
مهما تعاظم سيلها لم تقنعِ
وطفقت أكتب في دواوين الهوى
ونظمت قولاً فاق شعر الأصمعي
وأنا الذي فقدَ السعادةَ والهنا
مذ غادروني كلُّ من كانوا معي
ناديتُ وا غوثاهُ من حرِّ الجوى
من وقتها فُقِدَ الصوابُ ولم أعي
ياصبر أيوب على البلوى فهل
ألقاك أم ياهل ترى لم تسمع
محمود علي علي
تعليقات
إرسال تعليق