رحلة وانتهت....بقلم الشاعر علي غالب الترهوني
رحلة وانتهت....
_________________
ساعتان ليس أكثر..
وقهوة بلا سكر ..
هل كانت كافية ..
مضى القطار الساعة العاشرة .
كانت الظلال تغطي واجهة الطريق .
ثمة بحيرة ونورس وبطريق..
ثمة اطفال عراة ..
ونساء شاهقات ..
وقاعة خالية ..
خلف الاسوار معابر ودروب ..
ونخلات ثلاث ..
في مواجهة الريح ..
(2)
ساعتان وانا احاول ان افهم..
لماذا تلك السيدة تجلس وحدها ..
كانت وصمة عار في جبيني..
جردت نفسي من معطفي وسنيني ..
لم أكن كبيرا في تلك الأعوام
كنت سأرحا على الدوام ..
خالني ان السيدة تشتهي العدم..
أغنيات عفى عليها الزمن ...
بلا ثمن ...
(3)
الساعات التى تمضي لا تعود ..
تحمل معها اوزارنا ..
اشيائنا التافة ..
الصور الباهتة ..
والابتسامات الخافتة .
مازال الطريق طويل ..
قبل ان نصل الدوار ..
كان القطار قد استدار..
حين مر على شجر الزيتون والخمار..
قال رجل مسن...
ما هذا الاختيار ..
من الصعب ان نتذكر كل شيء ..
السيدة التى تجلس وحيدة .
نطقت اخيرا ..
هذا الذي يصرخ الان ..
منذ ان تركنا البلدة ..
من يسكته ..أليس له أما ..؟
أليس له أبا..
دعوه يقترب من النافذة ..
أخبروه ان الحياة جميلة ..
عليه ان يعيش ..
لن يعدم الوسيلة..
(4)
نكاد ان نصل..
هذا ما حصل ...
كان السكون يعم المقطورات الثلاث .
الجند الذين يجلسون..
في المقطورة الثانية ..
يستذكرون جبهاتهم وهزائمهم ..
لا تصدقونهم فقد خسروا الحرب ..
قالت السيدة مرة اخرى ..
هل كان عليا ان أشكر أم الطفل الصغير ..
فقد صمت اخيرا ..
أين أمه كي أشكرها..
لابد أنها عانت الامرين ..
علب الحليب باهضة الثمن ..
والطفل لا يعيش بلا لبن ..
وقف القطار ..
ساعتان وأنتصف النهار ..
نزل الركاب جميعا ..
لا يوجد شيء على المقطورات الثلاث ..
إلا هذا الصندوق ..قال عامل النظافة .
وحين فتحت الشرطة الصندوق ..
كان الطفل قد فارق الحياة ..
قالت السيدة وهي تنتحب ..
ربما وصلنا ولكننا خسرنا ..
لقد خسرنا كل شيء..
________________
على غالب الترهوني
بقلمي
..
تعليقات
إرسال تعليق