العودة(٢)....بقلم الأديب والقاص سامح جلال


 قصة قصيرة 

العودة  2

الجزء الثانى 

 (الصقر المصري )

ملخص الجزء الماضي

محمود مرعى طالب فى كلية الطب تخرج منها بعدما عانى الكثير من التعب والآلام والتحق بالعمل فى إحدى المستشفيات الحكومية وشاهد الكثير من الحالات المتنوعة إلى أن حضرت امرأة وتوفيت بعدما أمسكت يده وقالت له اعتنى ب ليلى وأصبحت تظهر له فى كل مكان واستاءت حالته .

       والآن نكمل الأحداث مع الصقر المصري

 وعندما علم مدير المستشفى بحالتى وكان أبا لنا وكان يحبنا ويحتوينا جلس معى وتحدثنا فى تفاصيل المشكلة وقد أخبرته بالمرأة وما يحدث لى فى الليل والنهار فلا استطيع النوم أو الاقتراب من غرفة الطوارئ 

 وانتهى القرار إلى نقلى إلى قسم أخف وطأة قسم استعيد فيه عافيتى وأعود إلى نفسي وقد اختار لى المدير وهو أب حكيم قسم الطب الشرعى 

وبالفعل انتقلت إلى مصلحة الطب الشرعى واستلمت مهام عملى الجديدة 

كان اللقاء مع مدير الطب الشرعى جميلا هادئا فقد كان يعلم بكل ما حدث لى وبعد الانتهاء من التعارف استدعى أحد الممرضين القدامى وطلب منه الصندوق رقم 560 وبالفعل استجاب الرجل لطلب المدير وأحضر الصندوق وطلب منى المدير فحص الصندوق بعناية وإعداد تقرير عن الحالة 

أخذت الصندوق وذهبت إلى مكتبي وطلبت فنجان من القهوة وساندوتشين من الفول والفلافل لكى تتفتح شرايين المخ ويبدأ القلب فى ضخ الدم وتبدأ المعدة فى تحليل ما تم مفاجأتها به من أطعمة مصرية أصيلة وتعطى الإشارات بالشبع 

وبدأت افتح الصندوق بحذر لتحدث المفاجأة عظام لطفل أو طفلة فى عمر الثامنة أو التاسعة من السنوات وبقايا ملابس شورت أبيض وشيرت ابيض وعليه بقايا رسم والوان (فانلة ) لا تشير العظام لشئ بدأت اقرأ أوراق القضية وملابسات اكتشاف الجثة لا توجد أيه اسماء ولا توجد إشارات هل الجثة لولد أم لبنت العمر غير محدد 

من أوراق القضية أنها تم العثور عليها فى مكان نائ مدفونة وقد دل عليها بعض الكلاب عندما نبحوا بشدة فاكتشف الجثة أحد الرجال وأبلغ الشرطة واستخرجت الرفات والعظام كما هو مدون وموجود فى الأوراق والصندوق 

حاولت تجميع العظام والنظر فيها لعلى أجد بارقة أمل ولكن لا جدوى أغلقت الصندوق واستدعيت الممرض وطلبت منه إعادة الصندوق إلى مكانه وجلست افكر واذا بي أري السيدة تظهر على باب الغرفة وهى فى قمة الغضب وتشير إلى ثم اختفت خفت قليلا فقد بدأت استعيد عافيتى وهى لم تظهر لى منذ اسبوع وكان الوضع هادئا فقمت وذهبت إلى المدير وأخبرته بما حدث مع الصندوق واستأذنت و انطلقت عائدا لبيتى وفى رأسي الكثير من الاسئلة عن هذا الصندوق العجيب وعن هذه المرأة لماذا ظهرت لى فجأة مرة أخرى ولكن من التعب غفوت وأنا فى وسيلة المواصلات فقد كان بيتى بعيدا عن مصلحة الطب الشرعى وكنت أجلس فى وسيلة المواصلات قرابة الساعة والنصف لأصل فاستثمرت الوقت فى النوم فقد كانت الغفوة هذه المرة غريبة فقد جاءت لى المرأة مرة أخرى وتحدثت وقالت :ألم أطلب منك الاعتناء بابنتى ليلى فلماذا لم تفي فوعدك 

قلت لها : اى وعد يا سيدتى وأين ابنتك ليلى  لاعتنى بها لقد توفيت ولا يعلم عنها شيئا 

فاحمر وجه المرأة وأشارت لى على مكان فنظرت ناحيته فإذا بطفلة فى سن العاشرة أو الحادية عشرة تقف ولكن لا يظهر منها شيئا وتلبس ملابس أطفال يجوز أن يرتديها الصبيان والبنات وعندما رجعت ببصري إلى  السيدة اختفت فجأة ونظرت إلى الفتاة اختفت هى الأخرى واستيقظت على صوت للسائق يقول : استيقظ يا سيدى لقد وصلنا إلى الموقف ونهاية للرحلة 

فقمت من غفوتى ورأسي يولمنى من التفكير ماذا يحدث لى 

ونزلت من وسيلة المواصلات وسرت فى طريق المنزل وصورة الفتاة والمرأة تراودنى فى خيالى وكأنها أري هذه الصورة فى كل مكان 

دخلت إلى البيت وسلمت على والدى ووالدتى التى كانت فى قمة الحزن لما يحدث لى وجهزت والدتى المائدة وجلست لأتناول الطعام مع والدى ووالدتى وسألنى والدى عن طبيعة عملى الجديد 

قلت له : أنه فى مصلحة الطب الشرعى وقد بدأت اول عملى بالبحث فى رفات وعظام طفل صغير أو طفلة لا اعلم ومحاولة فك اللغز ومعرفة الجانى 

قال والدى : الا تعرف الفرق بين الصبي والفتاة 

قلت : يا والدى الاطفال يتشابهون كثيرا ولكن كلما تقدما فى العمر يقل وزن عظام المرأة نتيجة للحمل والرضاعة ونقص الكالسيوم المستمر 

واحيانا يكون وزن عظام الولد اثقل من وزن عظام البنت 

وحدثت نفسي لما لم اتذكر تلك القاعدة أثناء عملى 

غدا سوف أقوم بوزن العظام ومحاولة معرفة هل هى لبنت أم لصبي وسوف انتهى غدا 

نظرت إلى والدى وقلت له : اشكرك يا والدى لقد أثرت انتباهى إلى أمر سوف يحل الكثير من اللغز

قال والدى : يوفقك الله يا ولدى ولكن هل ظهرت المرأة مرة أخرى

نعم يا والدى ولكن بشكل غريب المرة الأولى عندما كنت جالسا فى مكتبي وكان وجهها غاضبا للغاية 

المرة الثانية كنت فى الحافلة وغفوت فظهرت لى وقالت ألم تعاهدنى على رعاية ابنتى ليلى وأشارت إلى فتاة لا أرى من ملامحها شئ وكانت تلبس ملابس غريبة لا هى خاصة بالصبيان ولا هى خاصة بالبنات  وفجأة اختفت واستيقظت على صوت السائق ونزلت وجئت إلى هنا 

الوالد : اقرأ ماتيسر من القرأن وأد صلاتك يفرج الله همك وادعوه كثيرا 

قلت لوالدى : حسنا سوف افعل وأدعو الله أن يزيل عنى هذا الأمر الجلل 

وانتهى اليوم ونمت مبكرا وقد استيقظت فى وقت صلاة الفجر على صوت المرأة وهى تنادى على ابنتها ليلى ليلى 

قمت مفزوعا و استعذت من الشيطان الرجيم وقمت لأداء صلاة الفجر و الصوت يتردد فى أذنى وكلمة ليلى ترن بقوة فانقبص قلبي وتحاملت على نفسي  وجهزت ملابسي وارتديتها ونزلت من بيتى واشتريت جريدة صباحية لاقلب أوراقها واطلع على بعض الأخبار أثناء ركوب الحافلة 

  وركبت الحافلة للذهاب إلى عملى مبكرا 

وعندما وصلت إلى عملى دخلت إلى مكتبي وانا افكر فيما يحدث لى وبعد نصف ساعة طرق أحدهم الباب فاذنت له بالدخول فإذا هو المدير يطمئن على وكان سعيدا بوصولى مبكرا فى بداية عملى وقال لى اشرب قهوتك وسوف أرسل لك الصندوق لتتابع عملك وتحاول حل لغز أول قضية لك   

شكرته وذهب واغلق الباب وبعدها دخلت العاملة وهى تحمل فنجانا من القهوة وتناولت  منها الفنجان وارتشفت منه رشفات تعيد ترتيب اجزاء عقلى وتعيد لى حيويتي ونشاطى مرة أخرى 

وناديت الممرض فأحضر لى الصندوق رقم 560 وتناولته ووضعته على المكتب وأخرجت المحتويات ونظرت إلى العظام فقمت بوزنها إنها خفيفة إلى حد ما أى أنها لفتاة ولكن الفتاة أقل فى الحجم من سنها الطبيعى أى أن الطفلة فقدت الكثير من وزنها قبل الوفاة ولكن ماذا حدث لها وأخرجت الملابس وبدأت انظر اليها واتعجب لأنها تصلح للصبيان والفتيات وأنا على هذه الحالة سمعت صوتا ناحية الباب فنظرت فإذا بالمرأة تقف مبتسمة ووجهها جميل جدا والذى فزعنى هو أنها تمسك فى يدها ........ يتبع 

الى اللقاء فى الجزء الثالث

تحياتى الصقر المصري 

سامح جلال

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر