وقع الكلمات ..ليلى قوال
وقع الكلمات..
أوصيك لا تعمل حساب الكلمات مهما كانت أليمة لان وقعها قد يميتك ويجعلك تجثت جذورك وترميها وتغلق على نفسك بابك ولا ترى احد.. ووقع الكلمات معك تأويها ...ألم الكلمات ولو فارقته لا يغادر..حتى الله سبحانه وتعالى خالقنا وهو العالم بأحوالنا وهو من شكل مبنانا العقلي والجسمي.. ذكر في آياته ان دقة الحساب تكون بالافعال وليس بلغو الكلام لان الكلام كلاماااا يبقى او يندثر بعض الاحيان لا نعني الشخص اهتماما لكلامه لاننا قد اعتدناه يلغووو كالذي يلهووو فتركناه... وفي اغلب الاحيان تبهرنا اعمال شخص لم يعد بكلمة ولا مر على نص ولا رتب حرف ولم يقف على منبر الخطاب.. لكنه بفعله كان صائبااا...
قد تتلقى في يومك جمع كلمات متتالية فمنها الصدقة العافية والحنونه الشافية ومنها القاتلة الهدامة التي تجعل العين باكية والتي تتمنى بكل ثقة
ان تكتب على خلفية جدارك انا ندمانة لنني التقيت بكلمة هدامة.. الكلمات على طين صاحبها فإن كان تقيا نقيا قلت وحسنت وان كان حنونا طيبا افاضت من جمالها حياء فالخجول تهرب منه الكلمات في حياء.. وإن كان طماعا محبا للظهور استعمالها بكل أنواع الزهور وزوقها باليسامين ورش عليها العطور وما ان بلغ هدفه خرس لسانه وفر صامتا لشأنه وكل وعوده لك اكتب عليها كلاااام مجرد كلااام كحلم من الاحلااام...
ومن الكلام أيضاً ما كان عسلا خالصا ولكن صاحبه ليس مخلصا.. يخفي في باطنه سما قاتلا ويجلب فريسته بالكلام وما ان ينقض عليها ينسى كل حرف مما قاله.. بل قد يقول لك.. هل انا هو القائل... فاكتب له على لافتة أعماره.. قد كنت بكلامك قاتل وفتاك..
اما ذاك الذي كل ما في قلبه على لسانه فعانقه وعانق كلامه فهي مجرد فضفضة وما عليك الا ان تمنحه طبطبة على كتفه وتعتق تلك الكلمات التي تخرج من فمه وتكتب على جداره.. لا تخاف من الواد الجاري بترابه واحجاره بل خاف من الواد الساكت الخفي.. الذي لا تعرف اذا فاض بماذا سيحمل..
وتبقى كلمتي وكلمتك ايها الهاوي.. حرة لا تنام.. نحن صناع الكلام لا نعيش بدون اقلامنا ونسرد قصصا ونترك حروفا نهواها كما نهوى فلذات اكبادنا لعل الله يحيينا بأدب ويعنينا بإخلاص لنكون سفراء سلام واستفسار لكل تعقيد... كانت الكلمة عند العرب كضربة السيف لا يوقفها احد وهي بمثابة ندر.. والندر مذكور في الاسلام.. فاذا حدثت كن صادقا فالكلمة وعد كالرعد.. ان لم يجلب بعده امطارا فهو ندر كاذب يعيش صاحبه متبوع مكسوف.. فاحسنوا الكلام واعلموا ان الذي لا يعرف صياغة الكلمة الطيبة لا يصلح لان يكون أديبا... قلت تفسيري هذا وقد اصيب أو أخيب... ولكم التعقيب..
ليلى قوال Leila Goual الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق