أمنية مهزومة....بقلم الأديب الشيخ قيس الشيخ بدر
أمنية مهزومة!
************
يولد الإنسان في هذه الدُنيا وهو طفل باكي والناس من حوله يضحكون! ويكون بِنعمة لو كانت صحته جيدة ويتنفس وجميع أعضاء جسده سالمة.. وبنعمة أكثر إذا تجاوز سن الرضاعة.. حيث آلالاف الأطفال وربما أكثر يموتون ولأسباب عدة! ويكبر الطفل الرضيع شيئاً فشيئاً ليرى والديه وهذه نِعمة.. ثم تبدأ رويداً رويداً مراحل حياته وتعلمه وبلوغه حتى ( يتزوج أو تتزوج) وربما لا ولأسباب عدة ايضاً! وتكون هناك أسرة أخرى لديه وصفحة أخرى تبدأ من حياته..
ومن مرحلة الطفولة ولحد ما يَكبر الإنسان تتبدل أمنياته ربما؟! وربما تكون على قدر تفكيره.. وربما الأحداث والمستجدات أو أسباب عدة تلعب دوراً في أمنيته أو أمانيه؟! .. والأيام وأحداثها وصفحاتها.. التي تمر على الإنسان.. منها المفرحة والحزينة.. الفقر والغِنى.. الجوع والشبع الحرب والسلم.. ومنها ومنها.. وفي خضم الحياة ومشاغلها وأحداثها.. يسرق الإنسان من الزمن زمناً! يستقطعه متحدياً جميع الظروف! .. ربما هذا الوقت المستقطع يكون في النهار وربما ليلاً! .. مسافراً بأمنيته بها بعيداً بعيداً.. دون حدود ودون وثائق لعبورها!
يقطع هذه البلاد وتلك وهذه البلدة وتلك وهذه القرية وتلك.. وهذه الحضارة وتلك وهذه الآثار وتلك وهذا البحر وذاك وهذه الشواطيء وتلك.. دون منغصات دون حدود تمنعه بإعتبار الإنسان أخ الإنسان أينما كان في هذه البلاد وتلك! ..
مع بقاء إنتماءه لوطنه الذي ولد وترعرع فيه..
لكن كل هذا وذاك.. ينتهي ويضيع ويُدمر ويَهزم أمنيته ويفيق صاحبها من هذا الزمن المستقطع.. الرصاص المتطاير فوق الرؤوس.. وقذائف الموت التي تحصد الأرواح.. وأفكار الظلام التي تحملها بعض النفوس الميتة التي تريد أن تميت النفوس الحية! وينتبه صاحب الأمنية جيداً إذ لايمكنه عبور الحدود.. والحدود تحتاج إلى وثيقة إن لم يَحصُل عليها لايمكنه عبورها.. وأسمها ( جواز سفر ) وحتى لو عبر الحدود بدونها.. سيكون لاجئ غريب مهزوم في أحد البلدان مع أمنيته التي كان يحلم بها.. أما الإنسان أخً للإنسان فذلك موضوع آخر! ..
سفير السلام
الشيخ قيس الشيخ بدر
تعليقات
إرسال تعليق