بعثري شرف السنين....بقلم الشاعرة نهى عمر


 **بعثِري شَرفَ السنين**


كلمات/ نهــى عمــر/ فلسطين


جُدرانُ قَناعاتي تَصَدَّعت 

تَجرَّحَت أنامِل الرَفض

تَجَمَّلَ النٌفاقُ وتَبَدّل

خَطفَ إسماً،

وادّعى أنّ ذلك مُجامَلة وديبلوماسِية

فَغَضِبَت الروح المُثقَلَة

العقلُ لا يهضُمُ ما يحدث

والعيون أصابتها بالرَمد كل المَشاهِد المارِقة العارِية

اللسانُ انطَوى خَجِلاً مِن أمطارِ ألفاظٍ ..

شائهة .. غريبة .. خارجة

تَلَألأَ خطُّ الحقيقة

لا مِراءَ ولا لُبْسَ

سُطورُ الوداع تنتَشي ..

تحاولُ أنْ ترفَعَ رُؤوسَ الأقلام وأيادي الكَلام ..

اعتِراضاً .. مُقاومةً .. إناراتٍ

وفي زحمة العَتاد تَذبلُ أحيانا

أيائلُ الحَقِّ ضحايا مُلاحَقَة، والحقُّ مُنْتَفِضٌ ..

أفئدتهُ مُقتَنَصَة

وحَنظَلَةُ ما زالَ البوصَلَة 

قَنَصوا الرأسَ ..

تَطايَرت الأفكارُ في كلِّ الكَونِ ..

تَحتَمي بعُقولٍ مُشتَعِلَةِ الوَعي والصَحوات ..

لا ظلامَ يُبَدِّدُها

بَقٌيَت السَبّابةُ تُشيرُ للحقِّ والحَقائق

رَفَعَت العَتمةَ، وعَلَّقَت غُروبَ الشمس

أجّلَت الأحلامَ العادِيّة

وَلَوَّنَت حُلماً ناضِجاً 

رفيق العَلَمْ

وإنْ ضاقَ الفؤادُ على الفراق مُذ تَسَربَلَ الأحبابُ بالفَقدِ والنوائب

حزينةٌ أغنياتي

شاحِبَةٌ حُمرَةُ أورِدَتي

تَرمُقُني الحُروف .. 

تُطِلُّ باكيةً 

مِن آفاقِ مُخَيلتي

والمَهدُ يَأبَى مُغادَرةَ الصقيع

فالدِفءُ مَنهوبٌ كَعَذابات المَسيح ..

والغَضَبُ شُرِخَت حُنجَرتُهُ فبُحّ صوتُه

تَجلِدُ ظهرَهُ السِياطُ 

ويَداهُ مُقَيَّدَتان

يا جَمرَةَ الحُبّ الفريدة 

يا مَوئلَ الدمعِ والسُعدِ والوجعِ العَنيدِ

وجولَةً وصَولةً في معارك النُهوض ..

 للخروج من دفاتر العَدَم 

إنجِبني واحضِرني مُتَجَدٌّداً

 أَوْدِعني في مَحاكم اليَقين

أُحضن خصلاتِ روحي وخِصالها ..

لِتَتَكاثَرَ قِيامَةً

قد كنتَ تَنتَزِعَ الوِدادَ انتِماءً

يا ميلادي و وُجودي وفِتنَتي

يا مَولودَ الشَفَقِ الأصيلِ واحتِضانَ البحرِ وغناءَ النَوارسِ والعَنادِلِ والرَحيل

بِأنفاسي ورُفاتي

تَيَمَّم وتَعَطَّر

لِتُزهِرَ الثائرينَ على ثَراكَ المُنتَفِض الرافِض

بينَ التِفافاتِ قيودِكَ ..

أدمَنتُ عُنفُوانَ العذابِ واختِياراتي والمُستحيل 

قد تَخبو النارُ لِيولَدَ الرَماد، وتَبكي الشُموعُ لِيولد النور

وأنتَ .. أنتَ الخلودُ

وأيُّ شيءٍ عَدا هواكَ  ..

سُهادٌ يَزولُ

فإنّ احتِراقي فيكَ

 إليكَ يا وطني

ما ضامَني لهيبُ الحُروفِ

لكن التَوافِهَ 

أنجَبوا حَمقَى الرَذائلَ فيكَ عليكَ تَسَيَّدوا

ونَفسي الأَبِيّةُ لا تُطيق

دَعني أحَلِّقُ عنكَ بَعيداً،

وأسكُنُ اختِلافاً 

في الكونِ مُثمِراً 

أو ثَورةً تدومُ 

أجهَشُ بالحَرف

 ناراً لَظى ..

تَحرقُ يُتماّ وعُهراً 

وذُلّاً وظُلماً وجَهلاً

أُعَبِّدُ دَربَ الواثقينَ الرائعين

لَعلّي وُلِدتُ سِفرَ التَكوينِ وأيقونَةً 

حِرزَ الأَزَلْ ..

لِأحيا في صَميم الحِكاية 

 في خُفوقِ المَنايا ..

ثَورَةً ونوراً وإنارَةً

وإنْ غِبتُ أو تَشَرنَقتُ ..

أعودُ تَجَدُّداً 

في قلبِ حَرفٍ 

في عطرِ زهرةٍ بَرِيّةٍ

في رِهانِ المُشرِقينَ شموساً فَتِيّة

في وِشاحِ اللوزِ 

والزيتون والزَعتَر 

أقتَلِعُ الخوفَ مِن جُذوعِ الشُعور، وأجتازُ حَقلَ ألغامِ الشَتات

أُمَهِّدُ وحدي وإياكَ 

لانبعاثِ اللِقاءِ عِناداً

يا أنت تُربَتَكَ أصلُ الحياة 

وأرضكَ أمُّ الأصالَةِ، فهَيّا  ..

بَعثروا شَرَفَ السِنينِ على نَحيبي وغِيابي وَ  وَجَعِ اغتِرابي

أَلينوا دُروبَ الوِفاقِ والنجاةِ والعُبور

لِنَأتيكَ مِن كلٌّ فَجٍّ .. 

كلنُّا عاشقين

فنحنُ أنتَ، 

وأنتَ لَنا .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر