الوعل والأصدقاء....بقلم الشاعرة أمينة المتوكي


 الوعل و الأصدقاء


وعل يجول في الغاب

بحثا عن رفقة و صحاب

بعد مسير طويل و عناء

لمح ثلة من الأصدقاء

ضمت قردا غزالة ظبيا و لاما

فيلا زرافة قنفذا ببغاء و حمامة

ألقى التحية بصوت عذب رقيق

سألهم: أ تقبلونني بينكم كصديق؟

ردوا: مرحبا بك بيننا

يسرنا انضمامك لنا

مع أول ابتسامة لشمس الصباح 

استيقظ و عطر نشاطه فواح

كنس نظف و حضّر الفطور

رتب و زين بأبهى الزهور

صحا الأصدقاء و ثمار جهده قطفوا

أداروا ظهورهم و لأشغالهم انصرفوا

لم يكترث و لم يبال أحد

أن المسكين قد اجتهد و كدّ

همهم الوعل بصوت شجي حزين 

لا بد أنه قد داهمهم الوقت الثمين

أقبل عيد ميلاد الغزالة 

أقامت بمعية الأصدقاء احتفالا

أهداها الوعل أحلى سوار 

صنعه من الزهر و النوار

بسمة باهتة علت وجهها

و وضعته جانبا بين أغراضها

همهم الوعل بنبرة حزينة 

ربما هديتي لم تكن قيمة ثمينة

توعك الظبي في ليلة ماطرة 

تبادل الأصدقاء نظرات حائرة

قال الوعل : لا تحملوا همّا

أنا سأحضر نبتة تخفض الحمّى

فالظبي أخي و صديقي

لا العاصفة و لا الأمطار ستعيق طريقي

خرج مهرولا نحو الجبل

و قد التحف بمعطف البطل

قطف النبتة و الفرحة عليه بادية

عاد و بشّر الظبي بالشفاء و العافية

زارتهم شمس صباح جميل

محتفية بتعافي الظبي العليل

شكر الكل على التفاني و الإخلاص

و لم يتوجه إلى الوعل بشكر خاص

همهم الوعل: ربما تفكيري طفولي

خلت أن ما قمت به بطولي

توالت الأيام و كثرت الخيبات

في كل مرة يهمهم الوعل همهمات

حتى جاء اليوم الذي

لم يعد حسن الظن يجدي

قال الوعل: لن أكثر من القال و القيل 

لقد قررت اليوم الرحيل

صديقا لكم أبدا لن أصير

ما دمتم لا تعرفون معنى التقدير

رحل و اختفى عن الأنظار

و ما انفك الببغاء يردد شعار

التقدير التقدير التقدير التقدير

***بقلم أمينة المتوكي***

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر