حصاد....بقلم الشاعر تمام طاهر سلوم الخزاعي
قُلتُ أنا المهلهل
من النثر قصيدة
بعنوان
حصاد
أنا الدَّاني وأنتِ دِناني
لستِ حَناناً ولستُ اناني
ما أجملَ الوطءَ ظُهراً
في حصيدٍ أصفرٍ
وتُرابٍ أحمرٍ كالزَّعفرانِ
بين براطمَ قد تورَّمت
من الحَرِّ
وعَرَقٍ سالَ كالبرنَانِ
عند هدأةِ القمر
في المطبخِ
والقهوةُ السَّوداءُ في غليانِ
حيث الخبيطُ بين الأواني
لم تكُ امرأةً ولستُ بإنسانِ
أنا وحشها الذي احتلّها
واستباح كلَّ الأركانِ
حتى قميصها
وفردةَ حذائها التي
تهرّت من المشي في البستان
أتعلَّمُ الحُبَّ ليلى
ولستُ بالسّكرانِ
فمَنْ يأخذ عنّي المثاني
ويهمس عند السَّحَرِ في إذعانِ
أنا النَّدمُ
والتوبةُ
والرُّجوعُ للرَّحمن
أنا صوتُ حقٍّ
زلزلَ الباطلَ
مِنْ زنزاني
لستُ أعرفُ ذُلَّاً
ولستُ أركعُ لإنسانِ
أنا فوق الثَّورة
والحاكم
والسياسيّ
وفوق كلِّ ابن أمَةٍ
احتلّ بلدي
واستباحَ أوطاني
أنا نَارُكَ النُّمرودُ
اسجد بصمتٍ
إذا أتت ناري
وجاءت دناني
سأزرعُ الأرض حنطةً
وبيلساناً
والكثيرَ من النِّسوانِ
فإذا استوت ليلى
قطفتها من ساقها
كما الرُّمَّان
ورميتُها رميَ مياهي
على جسدي
إذا يبسَ الجلدُ وجفَّ جَنَاني
لقد رحلَ العمرُ ليلى
وأنتِ في هذيانِ
الى متى الدنيا
تزوركِ عصراً
وتخلعُ عنكِ كلَّ القمصان
سأشفي غليلي
إنْ أتيتِ يوماً
فلن تكوني مجرَّد امرأةٍ
بل أنتِ كلُّ بُركاني
انتهى
بقلمي
تمّام طاهر سلوم الخزاعي
تعليقات
إرسال تعليق