بين اليدين...بقلم الشاعر تنام طاهر سلوم الخزاعي
قُلتُ أنا المُهلهِلُ
قصيدة
من البحر الكامل
بعنوان
بين اليدين
تأتينَ غرقى لا ترين فِراشي
وكأنَّ دهمَ الَّليلِ منِّي قاسي
وتعيشُ روحي في هواكِ كأنَّها
نَمِرٌ أغارَ بمجمعِ الأفراسِ
أنكونُ مثل العِلكِ يُمْضغُ يَمْنَةً
أو تُلقِهِ الأضراصُ للمكناسِ
الحبُّ ليلى والثِّداءُ مرابعٌ
ما بين مُنْغَمَسٍ وبين غِمَاسي
وكأنَّ ليلاً بالجنونِ شجارهُ
قد فرّقَ الشَّفتينِ بالإرفاسِ
عارٌ على شفةٍ تمُرُّ بثغرها
لا تمزُجِ الأنفاسَ بالأنفاسِ
وكأنَّ وقْعَ المعمعاتِ بجسمها
جيشٌ يُوَزِّعُ مدفعاً وخماسي
لا تسمعِ الآهاتُ غيرَ ترجُّفٍ
بعد انقطاع الحرفِ بالإخراس
ما كان عشقاً كُلُّ لثمٍ باهتٍ
ما لم يَلفَّ على الشَّفاهِ بشاشِ
فإذا ارتمت شفتان دون مواقعِ
كانت كوقع الخيل دون الباس
فالأرضُ تحملُ حنطةً وجوارُها
كَمٌّ كبيرٌ من صخورٍ راسي
والمرأةُ الحسناءُ دون حيائها
كالخمرةِ البيضاءِ دون الكاسِ
كالطِّفلِ يلعبُ ثمَّ جاءه عابثٌ
يُلقيهِ بين ثعالبٍ ونِخَاسِ
والحبُّ ما نال الغرامَ ولا الهوى
قد صار طعمُ الحُبِّ كالمِحماسِ
يحتاجُ دهراً كي يعود كما بدا
يُسقى بماءٍ صافيِ كَغِراسِ
إلَّا إذا عادت لليلى روحها
أو عادَ قيسٌ مُجْهِرَاً كالماسِ
فاروي الأنا بحليبها من صدرها
واجعل شفاهاً تلتصق كنُحاسِ
فلعلَّ خابيةً برأسِ صبيَّةٍ
كالماءِ يجري سابحاً في الرَّاسِ
أبدانُنا أحلامُنا أعمارُنا
أرقامَ في زمنٍ بلا إحساسِ
وهنا الحياةُ بدت مخاطرَ كلُّهَا
بقراً يسيرُ كآلةٍ ونُحاسِ
فمتى الِودادُ يعودُ بين تمايلٍ
بين اليدينِ لينغمسْ كالفاسِ
انتهى
بقلمي
تمام طاهر سلوم الخزاعي
تعليقات
إرسال تعليق