إعصار.. الأديبة/ليلى قواب

 

ليلى

إعصار ..

جارف  وقاذف بكل لفظ مشين ومهين مسح عنا حلاوة الكلمات وأساء لنا وجعل أيامنا أزمات أخد كل شيء  وجاء في بؤرة  العطاء...وانتهز الفرصة  وجمع كل ما صنعناه بمثابرة ووفاء أهلك الأخضر واليابس وأفرش السم بالمدارج ونهب العواطف والاحاسيس وطوى عنا الدنيا بانعكاس واخترق أبوابنا بدون نقاش  لم يستأذن  نبضات قلوبنا ولم يوقر الإحساس الصادق وانقلبت  الحياة وصارت هبلة تسير بلا ملابس.. وصارت الحقائق  عارية تمتطي رؤوس  الرواسي لتختفي عن أعين الناس حتى  الستر الذي وهبه لنا الله نزعه عنا هذا الإعصار وانكشفنا واكتشفنا اننا كنا عرضة للجواسيس...والأخاسيس أطفأت الأحاسيس

  اقتلعت الأفراح من النفوس واحتبست عند قعر بئر مهجور نركن فيها ماتبقى..زمن طاغ فيه الأشقى وان الى ربك الرجعى مهما كنت طاغيا ومهما تفننت في الشقاء.. ومهما غيرت من طبيعة الأشياء.. إعصارك حرق بناره جمالنا وأرضنا وتغيرت الألوان.. مسح الإخضرار والإصفرار وتنحت كل الصبغات ونزلت جمرات جمرات والحقد الذي حمله الإعصار حبس علينا النور ونشر الظلام وتهدمت القلعة وانجرف الصور وتعذر علينا العبور ومنعنا من المرور ولم يبق  لنا أمان ولا عاطف يرمينا بالاحسان ولا حبيب قلبه لنا مال ولا عائد  نسي لوازم الترحال ولا وعد صدق وبان ولا عهد صارم كافح للسلام.. أوقف الاعصار سيرنا و أرهبنا وافزعنا وعلمنا ان الحقد غالبنا والحسد يطردنا وماذا نفعل ....؟؟!!

كلما حاولنا التغلب عليه داروا ..ودار.. ودار..  وغير الأقوال وأقلع منا كلماتنا ومنع الحوار فكيف ندافع عن أنفسنا وقد جمع الحروف والكلمات وترك لنا الفراغات وأغمرنا جهلا كي لا نرى  الأحداث.. تركنا كالبهائم نبحث عن قوتنا بين الأموات وأضحت قلوبنا بلا رحمات والإنسان  الذي خلق فينا مات ثم مات.. اصبحنا كالهياكل في العراء لا شيء  يعنينا الا لقمة حياة.. فالفرد في أوساطنا نحسبه من الأموات  غطى  الاعصار بغباره اعيننا فلا نرى جمال الحياة.. صرنا مقابر مغابر بدون طرقات.. وصرنا شقاء وجفاء وغباء  واشلاء مبعثرات.. مزقت الغيرة كل مافينا واقتاتت علينا ونممت وقطعت حبالنا فاصبح المثين راشي والتافه في أعلى  الرواسي.. ومن يسمع انفاسي ومن يثق بكلماتي ومن يرجع لي حروفي التائهة في المتاهات لأصنع نص التلاقي ومن يرجع لي حبري وريشتي لأرسم معادلاتي ألسنا بالعلم نحيا وبه نفك قيود الجهل ونرتقي... دع عنك أمورهم وعزهم وكيانهم وجالس العقلاء.. عندهم حكم أخمد بها نار البراكين وأوقف الأعاصير وابعد البغضاء.. واجمع ما رحل عنك من كلام والبس رداء الستر وابتعد من ضيعة الغدر وسر للامام.. فسلاما سلاما على  عهود كان الحكيم فيها إماما يوزع النصح بين الناس.. ويمسح غيضهم.. سلاما على القلوب الصادقة التي مهما باعوها صنت ودهم واشترت هواهم...

بقلمي 

ليلى قوال Leila Goual الجزائر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر