الكلمة سلاح ذو حدين....بقلم الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون
الكلمة سلاح ذو حدين .
أنتبه أيها المتكلم وكن حذرا. حذاري, حذاري, فحذاري, فالكلمة قد تقتل أحيانا و تسعد في الغالب الإنسان المستمع.
الكلمة ومفعلوها و سحرها بين الخير و الشر.
فنسعى قبل التكلم و التحدث بتسمية الكلمة بمعناها الظاهري والباطني.
فهي سلاح ذو حدين في نوعها ومضمونها , وبين دلالاتها وشموليتها, فهي نعمة ونقمة وتنقسم إلى قسمين: قسم إيجابي و أخر سلبي.
فالقسم الإيجابي يترتب عنه الإفتخار والإعتزاز. والثناء
والقيم السلبي يترتب عنه الإحتقار و الإشمئزاز. و الإستهزاء
وشتان بين ذا وذاك ولا حرج على عديمي العلم و المعرفة والإدراك, فاللوم كل اللوم على سوء الفهم وما يسببه للناس عامة، نسأل الله اللطف لهم والرأفة بهم.
فكن أيها الإنسان و أيها المخلوق فطنا، حذرا، و يقظا, لا منفعلا ولا متسرعا وملما عارفا بما تتفوه به و تنطقه ولا ولا ولا ولا تكون غير ذلك.
كن مستوعبا مفسرا و محللا لمعنى الكلمة و أصلها و إشتقاقها, قبل السقوط في الهوية و الغرق في بحر الندم و براثينه التي لا يحمد لعقباها, و الذي لا ينفع معه حل بعد فوات الأوان.
ولقد أحسن الفتى حينما تذكر معنى الكلمة التي تفوه بهل و أصل تسميتها الحقيقي ساعتها و في حينها ,و ما يصبوا إليه فهم صاحبها حين تصل مسامعه و تشنفها بصوتها الشجي الرنان وبألحانها سواء العذبة أو الناشز.
وذلك حينما سب الأمير و نعته بالنعت القبيح المسيئ لسمعة شخصه ومكانته. قائلا بنرفزة ودونما تفكير . أبتعد عني ياركيك. ولما سمع الأمير الكلمة وعلم مضمونها و القصد بها , لامه و إشتاظ غضبا قائلا له ألا تستجي ياهذا أتسب أمير المؤمنين في وجهه.
فأدرك الفتى المغرور أنه وقع في الخطأ جد جسيم . يشكل خطورة على حياته لحد القتل أو السجن و الجلد و التعذيب. وذلك بسبب زلة لسانه و تسرعه وعلم أنه هالك بلا محال , فتفطن للخطر المحدق به والذي لا مفر منه.
فقال يالساني أنقذني في الحال.
من فرط عقلي أحسبني من الجهال.
وأحميني من بطش الرجال.
بعدما أوقعتني في بحر الأوحال .
فكيف السبيل للهروب من شدة الأهوال.
وتجنب المهانة و الإذلال.
و تفادي و الضرب و الجرح سيال.
وبتفطنه للخطأ الذي أرتكبه دون قصد و تداركه في وقته, قام بتغير حرف الكلمة من (ك) كاف إلى (ق) قاف وبذلك تغير معناها, وأصبحت يارقيق بدل ياركيك,فأنقلبت من فعل إحتقار إلى إفتخار ومن نعت إشمزاز إلى إعتزاز , ومن قلة حياء إلى ثناء و فاز بالعطية و الجزاء و نجى بحياته .
فلا تكن متسرعا بالتفوه لأي كلمة دون فهم معناها و دون معرفة القصد منها و كن حذرا من جرح الناس بكلمة لا تدكر خطورتها , فكما قال سلفنا الكلمة رصاص و الرصاص إذا إنطلق من بيت النار لا يردها جدار إلا وأخترقه و أصابته.
و الكلمة بيضة و البيضة إذا انكسرت لن تجبر ولن تصلح ولا تعود إلى طبيعتها.
و الكلمة عرض و العرض شرف و لا يجوز المساس ولا التلاعب بهما و لا حتى الإقتراب من محطيها واعتداء على حرمتها.
حفظنا الله وإياكم من كل بلاء و مكروه , ولكل خير و سلامة وكل عام وأنتم أحبتنا بخير صحة وعافية
بقلم الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون--ستراسبورغ فرنسا
تعليقات
إرسال تعليق