غريب في المنفى.. بقلم الشاعر/محمد الهواري
على جدار المنفى مصلوبٌ كمرثية
تؤرخ صفات العابرين الغابرين
لا أحن لأحد ولا أحد يحن إليّ
أجوب الشوارع ليلاً
فالّيلُ أكثر أماناً لمن فقد هويته
آكل ما لا أشتهي وأنام حيث لا مكان
تفزعني صافرات الإنذار
كما لو أني مطارد
لا حياة لي إلا ما تبقى من فتات الآخرين
في المنفى ننسى الشعر والغزل
لا وقت للغزل العفيف أو الصريح
لم أكترث كثيرًا لتلك الفتاة الشقراء،
حين سألتني أأنت عربيّ؟
حرقة في صدري أمسكت بالكلام
ما اسمك ؟ أنا ابن الشاطئ العربي
؛ لفظتنا أوطاننا فهي لا تتسع إلا للغرباء
كنت أنا الناجي الوحيد من مركب الموت
أخذ البحر أوراقي قرباناً
فأنا الآن بلا وطن أو هويةْ
تركتها وهي مثمرة بالأنوثة
لم أستطع أن أستظل في فيّها
غرباء نعيش في المنفى
وإذا ما متنا صارت جثاميننا
حقل تجارب لطلبة الطب
فمن لا يملك من منفاه قيد شبر
لا يحلم أن يكون له فيها قبر
محمد الهواري
تعليقات
إرسال تعليق