سوق الأمل...بقلم الشاعر مهدي خليل البزال
سوق الأمل .
سألتُ الكثيرين عن سوقِ الأمل ،
سألت أهلي وأصحابي وأحبابي ،
وحتى أنني فتَّشتُ في الأسواقِ،
حيثُ البيعُ وحيثُ الشراء .
في المزادات على رفوفِ العَربات،
وفي القواميسِ والنواويسِ والمعاجمِ ،
ونظرتُ في شتّى التَّراجم .
قالوا لي تجدهُ في وادي السلام ،
وتجدهُ ما بين الرّكام ،
وتجدهُ في همسِ الكلام .
وكنتُ أنتظرُ النسيمَ لعلّهُ يحملُ إليَّ من قبسٍ ،
أو يحملُ إليَّ عبقاً من ذلك َ الطّيف الخفيّ،
أو حفيفاً يوصِلُ لي خبراً أو مصدراً ،
يباعُ فيه الأمل .
وسألتُ الشيوخ َ والكتاب َ والحُجَّابَ والطّلابَ ،
حتى أنّهم قالوا ألم تنظر لأجسادٍ ،
تعاني ألفَ بلاءٍ وألفُ همِّ ،
وهل أنتَ نبي أو ولي ّ او وصيّ .
يا سيدي لا تبحث في وهم ،
ولو عبرت الزّمان والمكان ،
ولم يبقَ في الكون ِ سوى قتَله،
دمّروا أرضنا هجّروا شعوبنا ،
فكَّكوا كل الروابطِ الأسريّةِ ،
طمعاً في كرسي ،وجمعٌ لأموالٍ ليستْ لهم ،
ولكنْ ما زلت ُ أبحثُ عن أمل،
وسألتُ عاملَ البريد ،
وأعرفُ أنه يدور ُ في الأزقّة والأحياءِ ،
ويعرِفُ كل أسواقِ البيع ِ والشراء والتجّار.
وعندما لفّ الشيبُ الرأسَ والحاجبين،
وترهّلَ الجسدُ العليل ،
قالوا إنّ في بلادنا صنّاعَ أمل ،
وصنّاع َ سلام ،
وإن كنت َ تريدُ الأملَ وتبحثُ عن السلام ،
سجّل إسمك في قائمةِ الوافدين .
خواطر الصباح .
مهدي خليل البزال .
لبنان بعلبك مدينة الشمس .
17/7/2023.
تعليقات
إرسال تعليق