من لطائف التفسير بقلم الأديب د.سعدي جوده
وقفة مع آية
من لطائف التفسير
آية لو تأمل الفيزيائيون و العلماء، في أسرارها لألفوا بها كتبا
هذه الآية من سورة الحجر
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ (19)
1- الأرض التي أكرمنا الله بسكناها و عمارتها هي من أعظم آيات الله فقد مدها ربنا للإنسان ليتمكن من التجول فيها و يسلك سبلها ذللا . يتمتع بأنحائها و جمالها و خيراتها ، ولقد ألقى ربنا فيها جبالا راسية عظيمة توازن الأرض .
إن توزيع الجبال و سلأسل على وجه الأرض لم يأت مصادفة ، و إنما هو أمر مدبر محسوب مهندس بأروع الهندسة و أجلها فبعض السلاسل تمتد من الشرق إلى الغرب مثل الحزام الهائل الذي يمتد من شرق آسيا عبر جبال هملايا إلى أن يكمل امتداده في الشمال الأفريقي جبال الألب و منها تلك السلسلة من جنوب أمريكا الجنوبية إلى شمال أمريكا الشمالية و المسماة بجبال" ركي " . و منها جبال متناثرة في المحيطات و كل جبل منها وضعته يد القدرة بحيث يضغط بثقله الهائل على الأرض و يحدث التوازن . و بعد أن مد الله عز وجل الأرض و ثبتها بالرواسي هيأها للحياة النباتية فأنبت فيها ملايين الأصناف من الحياة النباتية .
2- في قوله تعالى
(وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ)
تعبير في غاية من الإعجاز العلمي يشير إلى أن كل صنف من النباتات
سواء كان نجما أو شجرا أو عشبا ، قد جعل الله لعناصره و جزيئاته التي يتركب منها نسبا وزنية مقدرة موزونة بأدق من ميزان الجوهر ، و تختلف النسب الوزنية للجزيئات و العناصر من نبات إلى آخر ، و لعل هذا الاختلاف هو الذي يسبب اختلاف الثمر و الخصائص ، فنرى من الأعشاب ما هو مريء ( طيب) للحيوان و منها ماهو سام و نرى نوع البقول و الثمار يسقى بماء واحد و نفضل بعضها على بعض في الأكل ..
ألا ما أروع كلمة موزون التي تصف كل نوع من أنواع النبات ،ألا ما أعظم و ما أدق الميزان و ما أروع الموزون .
و الحمد لله رب العالمين
كتبه و أعده لكم
د. سعدي جوده
تعليقات
إرسال تعليق