بونسوار(قصة قصيرة)...بقلم الكاتب شريف شحاته


 قصة قصيرة 

بونسوار 

بقلم شريف شحاته مصر 

تنحدر جيهان المرغنى من أصول عريقة جدا فقد نشأت على الثقافة الفرنسية والتعليم الفرنسى والتربية الخاصة مع المربية الفرنسية حتى تغيرت الأحوال بعد رحيل الملك وتأميم الإقطاع والحجز على الأملاك وإضطر والدها على زواجها من المهندس عادل كريم من الطبقة الكادحة ولكنه طموح وناجح فى عمله بالمقاولات ولم تكن الزيجة سعيدة فقد كان شرقيا محافظا أرهقها بتحفظه حتى إرتدت الزى الإسلامى والحجاب بعد الضغط تارة والإقناع تارة أخرى وبعد أن أنجبت عمر وسهاد زادت المشاكل والأزمات وخاصة أن الأبناء أكثر ميلا لثقافة الأب كانا يستمعان للأغانى الشعبية والراقصة ولا يميلان إلى الأوبرا والسيمفونيات والأغانى الفرنسية العاطفية وعبثا حاولت التأثير عليهما حتى فى تحية الصباح والمساء فقد إعتادا على صباح الخير ومساء الخير أين بونجور وبونسوار وحين علمت بخيانة زوجها قررت الطلاق والهجرة إلى فرنسا والعجيب أن عمر وسعاد قررا البقاء مع والدهما وبالفعل رحلت إلى فرنسا لتعيش مع عمها الذى يملك فندقا صغيرا فى ضواحى باريس الجنوبية سعد عمها بحضورها لتؤنس وحدته وهو العجوز الأرمل ولكن للأسف الحياة تغيرت تماما هنا النزلاء من المهاجرين واللاجئين العرب والأسيويين والغريب أنهم لا زالوا يحافظون على الثقافة الشرقية والعربية على غير العادة وتحدثت مع عمها فى هذا الشأن فقال لها باريس لم تعد كما كانت حتى الشعب الفرنسى بدأ يسمع أغانى البوب والروك والجاز والراب وغيرها والحياة هنا لم تعد كما كانت شعرت جيهان بالضيق والتذمر فقد كانت تحلم بعودة ثقافتها وبدأت تختلط بالنزلاء العرب تارة وببعض الفرنسيين تارة أخرى وكأنها تعيش حائرة بين الشرق والغرب وقد إندهش عمها بالتغير المفاجئ لها وزادت دهشته حين حياها مساءا قائلا بونسوار وردت عليه قائلة مساء الخير. 

البعض يعيش صراعا نفسيا شديدا حين تختلف النشأة والتربية مع عودة الأصل والجذور وتبدأ رحلة المعاناة كالغزلان البرية التى نشأت فى أقفاص الطواويس لتجد نفسها فجأة تعود إلى البرية لتعاشر أقرانها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر