أبحرت وحيدا....بقلم الشاعر مدحت مصطفى
أبحرتُ وحيداً..
كان قراري وحدي..
إتخذته بعد تفكير مضني..
بأن أكون أو لا أكون..
بأن يتذكرني الجميع لعقود وعقود..
كنت أعي تماماً بأن الأمر أشبه بالمستحيل..
سأفارق الأهل والسهل والولد..
سأحرم النوم ليال دون عد..
والطريق وعر وغير معبد..
والأمواج عاتية وجزر ومد..
وسأكون الربان والشراع وحبل الشد..
وستعوى كلاب الجهل لتشتت الجهد..
والزاد قليل وذئاب تتربص أن أستسلم وأهد..
لم أجد من يحفزني غيري..
لذلك أبحرت وحدي
قلبي وحده من كان يرى الشاطئ..
والجميع أيقن أني غارق وهالك..
وسينقبوا مركبي رغم ما به من تهالك..
سيعلن الكل جميعهم قريباً بنجاتي..
سيتفاجئ الجمع بأكمله بحياتي..
أوهمتهم بمماتي ليسكن ضجيجهم..
وترقبتهم بصمت مميت ومريع..
تجاهلوا جثماني ملقى بلا تشييع..
أخذوا عزائي منذ زمن بعيد..
وأجهز الدبائح ليوم العيد..
نعم..نعم..
أبحرتُ وحيداً
د. مدحت مصطفى
تعليقات
إرسال تعليق