طائر مجنون(قصة قصيرة)...بقلم الكاتب شريف شحاته


 قصة قصيرة 

طائر مجنون 

بقلم شريف شحاته مصر 

تم الحكم عليه بعشر سنوات بسبب نشر مقاله الذى انتقد فيه السلطة وبالفعل قضى الصحفى أيوب العمرى عاما فى المعتقل حتى بدأت الفوضى وخرج من السجن أثناء الفوضى وبدأ يشعر بنسيم الحرية وعاد إلى زوجته سمية وإبنته الصغيرة مها وبدأ يكتب فى عدة صحف حول المستقبل المشرق الرائع وعاش فترة رائعة أبدع فيها بالفكر والرأى حتى إسترد كامل عافيته البدنية والنفسية والعقلية وفى أحد التجمعات إنتشرت قوات الأمن فى كل البلاد وتم القبض على جموع غفيرة من الشعب وكان من بينهم أيوب العمرى وعادت الأمور كالسابق وتم الحكم عليه بالمؤبد بدأ اليأس يتسرب إليه والإحباط يسرى فى دمه كالسم البطئ وخاصة بعد إعدام الكثير من زملائه ولم يعد كما كان ودارت الأيام وتغيرت الأحوال وعادت مرة أخرى الحرية إلى البلاد وتم الإفراج عنه وأصبح حديث الشارع ومصدر إلهام الثائرين والأحرار ولكنه لم يعد كما كان إعتزل فى بيته رافضا التعامل مع الآخرين والإختلاط بغيره وعبثا حاول النظام الجديد والإعلام الحر أن يعود إلى ما كان عليه فقد فقد الشغف وضاع الأمل وأصبح كالأشباح وحاولت زوجته الحبيبة معه دون جدوى فقد إعتزل فى غرفته رافضا الحياة والعمل والأمل. 

حين تحبس الطائر فى القفص وتقدم له الطعام والشراب ثم تفتح له باب القفص فإن الطائر سيسرع بالفرار والطيران خارج القفص رغم خطورة الطيور الجارحة وعدم ضمان الطعام فإذا عاد مرة أخرى إلى القفص فسيصبح مجنونا فكثيرا ما تكون الحرية أهم من الطعام والشراب عند الطيور المغردة والحيوانات الأصيلة هكذا قال لنا الطبيب النفسى.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر