إختفاء وطن.. بقلم الشاعرة/فاطمة البلطجي

 "إختفاء وطن" 


أعيشُ في وطنٍ

كان إلحُلمُ فيه كوخاً

من صلصال وأحجار


يتوسّط إلفُلّ وإلقُرُنفُلَ

وإلنعنع وإلصُبّار


يظلّلهم إلثرو وإلسنديان

وعمالقة الأشجار


وديك يصيح معلناً

بدء إلنهار

ترافقه إلطيور

والفراشات والأزهار


نجتمع حول طبليّةٍ

عليها زيتون وزعتر

وتينٌ وخُضار


وفي أحد أركانه

برميلَ ماءٍ عليه

جرّة فخّار


وقنديل كازٍ وحطبٍ

يتوهّج منه إلنّار


وإلصبايا يرتدين

عباءاتٍ مطرّزة

على خصرِها زنّار


وإلشباب 

حولهن كإلجدار


يحموهن 

من غريبٍ غدّار

كإخوة لهن بإختصار


ويتبارون مرّة 

بالسيف والترس


 وأخرى 

بالزجل والأشعار


وما ليس عندنا

يمدّنا به إلجار

بلا مقدّمات ولا أعذار


حياةٌ بسيطةٌ لا

غموضٌ فيها ولا أسرار


وساعة إلعصاري 

نجتمع حول الدّار


نروي قصصاً

ونضحك بإستمرار

بعفويّة صغاراً وكبار


إختفى كلّ شيء

في وضح إلنّهار


صرنا نفتقد الأمن

والإستقرار

وإنتابنا شعورٌ بالإنكسار


أين وطني وإلحلم

وإلأرز وإلغار

ما عاد لهم أثر

ولا عاد للقلاع آثار


وجدتني بإلعراء

لا ناي يشجيني صوته

ولا نفخ مزمار


والأهل رحلوا

ورحل خلفهم

كلّ من في إلجوار


أيختفي وطن هكذا

بلا سابق إنذار؟ 


فاطمة البلطجي 

لبنان /صيدا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر