أضواء على خطبة الجمعة.. بقلم الأديب/د. حسين نصر الدين

 أضواءٌ على خطبة الجمعة :

خطبة الجمعة اليوم الموافق الرَابِع عشرمن أكتوبر2022بمسجد جماعة دعوة الحقِ الإسلامية برأس البر:اعتلى المنبر الشيخ الشاب/رزق عبد المجيد،بارك الله فيه،وعنوان الخطبة(ولكمْ في رسُولِ اللهِ أسوةٌ حسنةٌ):

مُقدمة :واستهل الشيخ الكريم خطبته بالدعاء للأمتيْن العربية والإسلامية بالسلامة والمعافاة،وأنْ يكفَ هذه الغُمة عن الأمة وأن يكفينَا شرالبلاء والوباء والغلاء وأن يشفي َ كل مريض ٍ،ويُعافيَ كلَ مبتلىً،قال تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُون}(102)} من سورة آلِ عمران.

ولَكُمْ في رسُولِ الله أُسوةٌ حسنة ٌ ، نعم لنا فيه القدوة الحسنة والأسوة الطيبة ، وإن المسلم لصورةٌ لدِينه وأخلاقِ القرآن التي تمشي على الأرض ، عليه أنْ يكونَ نِعْمَ الرسولِ ونِعْمَ المُمْتَثِل للإسلام الذي ارتضاه لنا ربُّنا طريقًا ومنهاجًا في هذه الحياة الدنيا .

إن رسولنا وقدوتَنا صلى الله عليه وسلم قد ترك فينا ما إن تمسَّكنا بهما لنْ نضلَّ أبدًا:(القرآن الكريم ،والسُّنة النبوية المُطهَّرَة)،فلنَنْهلْ من مَعِينِهما ما استطعنا، ونأخُذْ ما يشفي ظمأنَا وحاجتنا؛ لنحيا حياة ًروحية ًوأخلاقية ًمُستقيمةً قويمةً . 

يقول تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}الأنبياء: 107، ويقول أيضًا:{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}آل عمران: 159، إذًا فالمسلم هيِّن ليِّن، يعامل غيرَه بالرحمة والرأفة، ويجيب عن تساؤلاتهم بكل تفهُّم، قال تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}النحل: 125 .

فالدروس المحمدية المُمْتَثِلَةَ أتمَّ الامتثال لِعظِات القرآن الكريم سبيلٌ لنا إن أردنا فعلاً تغيير صورة نمطية أُلصقت بالإسلام اليوم، ووُصِم بها المسلمون في جميع أصقاع الأرض .

ولقد اقتَدَى الصحابة الكرام برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ففتحوا الأمصار،ونشروا الإسلام؛ لكن كيف نشروه؟وكيف بلَغُوا به مشارق الأرض ومغاربها؟ . فلقد نشروه بأن وَلَجوا قلوب الناس أولاً بأخلاقهم وأمانتهم وصِدقِهم، وبأن بيَّنوا بأن هذا الدين نابعٌ من مشكاة واحدةٍ للرسالات السابقة، ولنا في إسلام النَّجاشي ملك الحبشة خيرُ دليلٍ، عندما سمع قول الحق تبارك وتعالى على أفواه الصحابة، فأذعنتْ نفسه أيْ خضعتْ وتضرعت ْ وامتثلتْ ، وذرفت عيناه .

يريد الله سبحانه وتعالى أن نُسلِم له حق الإسلام ، وتمام ذلك بأن نفقَهَ حقيقة ومعنى أن نأتمر بأوامره وننتهي بنواهيه ، يقول تعالى :{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}النساء: 80 ، فمن يدَّعي حبه للإسلام ولم يأخذ بسنة خير الأنام نبراسًا ومنهاجًا، فحُجتُه داحضة، ومنهجُه مردودٌ عليه، فكمال دينك وغاية إيمانك بأن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأن يكون الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قدوتَك ومَثَلَك الأعلى، فيُوافق مظهرَك مَخبرُك، وتكون سببًا في الدعوة من دون أن تتفوَّه بكلمةٍ .

إن ما نراه اليوم وللأسف الشديد يفجع القلوب ويتمعَّر له الوجه، حال أمة الإسلام لا يسرُّ على الإطلاق، تطاحن وتناحر وقلة ارتداع، هذا الحال ينبئ بكارثة لا سمح الله إن لم نُفِقْ من غفلتِنا، وننهج صراطنا المستقيم بعد أن ضللنا، لقد ضيَّعنا اللُّب والجوهر، فأصبحنا اليوم أدنى الأمم تكاتفًا وتآلفًا وتعاضدًا،فالتشدُّق بقِيَم الإسلام دون النزول عند مُسْتَحقَّاتها، ذلك عيْن الحُمْقِ والغباء. الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل،والتأسِّي بالسُّنة قولاً وفعلاً في جميع مناحي حياتنا يُقرِّبنا حقًّا من الإسلام الحنيف،الطريق والمنهاج واضح لا لبس فيه(القرآن والسنَّة)واللهِ إنها لنعمة عظيمة قد امتنَّ الله بها علينا بهذا المنهج الرباني البَيِّن،يُقنع العقول المتبصِّرة،ويأسرُالقلوب الحيَّة، طاعتُك لله ولرسوله الكريم سببٌ في فلاحك في الحياة الدنيا وفوزك بالآخرة،وما ذلك على الله بعزيز،فربُّنا يُؤتي كلَّ ذي حق حقَّه،ولا يظلم النَّاس نقيرًا .

أحسن الشيخُ الكريمُ وأجادَ،وإلى جمعةٍ قادمة ٍ إن ْ شاء َ اللهُ إنْ كانَ في العُمْرِ بقية ً ..


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر