صاحب جوع عتيق....بقلم الأديب والشاعر خالد عبد اللطيف

صاحب جوع عتيق...

 تنفلت الكأس من يدي ليس بسبب رعاش باركنسون،أو حركة رياح قوية،ولكن الأسباب كانت أقوى من تخمينات واهية،وشكوك بيزنطية،وعلى ضوء هذا الريب انكشف كل شيء ،واتضحت التفاصيل الصغرى والكبرى ،وانعدمت الثقة في كائن فضحته أزمة الاخرين،فتعرى معدنيه الخسيس،واصله الكلبي،وفصيلته الخنزيرية. 

جاء صوته عبر الهاتف خشنا قاسيا،همهم بكلمات غير مفهومة،ودمدم بصوت مريع،تتخلله رغبة ماكرة في طي الحديث"كل شيء الا المال" هكذا كانت طلعته الابليسية...بإخراج شح وجوع عتيق،لعنته في السر والعلن،وهذا طبع اولاد الزنا وتربية الخنا،خيل اليه انه ملك الدنيا،ولكن الشبر معلوم ومحدود ولامفر منه،ابن الكلب في المواقف الصعبة والشائكة ينبح بلاسبب،وينتشر هريره حتى يفرق الجموع والجماعات،ولم يدر أنه موعود بصاحب السر الكبير " هازم اللذات ومفرق الجماعات" ساعتها ستدرك ايها الجبان العديد ان الدنيا مجرد قحبة زانية،وأنك لن تأخذ منها حبة خردل ،ولادرة رمل.

تنفلت من يدي المساحات،فتضعني بين حيص وبيص،ولكن زمام الامور بيد الارذال والأوباش،تضيع البوصلة ،ويتيه الخلق،وفي غمرة الضعف والصراع والخوف،يخرج المارد الملعون من القمقم ليردد  لازمته لمعهودة" اطلبوا أي شيء إلا المال" ابن العاهرة يقسم باغلظ الايمان انه معدم ويعيش بالستر،ويطلب التعادل...

صراحة انبهرت بهذا الدور المسرحي الذي لايترك لك مجالا للشك بان رواية" حميدة "صحيحة،ولكن الواقع يكذب كل ما يصدر منه من قول وفعل..

نحن اولاد اليوم ياوجه القرد...وما يسوؤني اليوم سيصيبك في الغد،كن متأكدا ان المنية لن تخطئ طريقها اليك...وسهامك ستنغرز في صدرك..وان غدا لناظره قريب.

خالد عبداللطيف.