نبي الرحمة....بقلم الشاعر الصادق الهلالي
نبيّ الرّحمة (صلّى اللّه عليه وسلّم تسليم)
الشّاعر الصّادق الهلالي
أَلاَ مَنْ يُصَلّي معي على المُجْتَبَى
أغاثَ الأُلَى، رافعا لِلمجْدِ اللِّوَاءْ
ومِنْ شَرّ الضَّلالِ إلى الإيمان هَدَى
أَمَا قَد حَمانا الإلاه، رَبُّ السّماءْ
بِأنْ أرسَلَ الأمينَ رَسولا للهُدَى
نَصيحًا، بِتَوجِيه الأنامِ الغُرِّ للضِّياءْ
إلى نور التُّقَى، وَاعِظا، منيرا، مُرشِدا
هُوَ الحَقُّ المُبينُ، وسِرُّ بَقائنا والنَّقاءْ
لقد مَنَّ الكَريمُ على الحَبيب الصّادقِ
وأفرَدَهُ بالحُبّ مِنْ بينِ كُلّ الأنبياءْ
بِأنْ أجزَلَ وأغدَقَ عليه في العَطاءْ...
فَصَلِّ على طَهَ، وسلّم على خَيرِ الوَرى
ألَيْسَ الشَّفِيعُ لَنا لَمّا عَرْضُنا يومَ اللّقاءْ
لقاءِ النّبِيِّ الحاشِرِ على قَدَمِه بُعَيْدَ الفَنَاءْ
بِفَضْلِ الرّؤُوف ومَن دامَ اتّصافُه بالبقاء
مَرامُ الَّذِين يَرُومُون إسدالَ سِتْرهِ والسّلامْ
بِظِلِّ الجِنانِ، رياضِ النّعِيمِ، بجَنَّةِ المُنتَهَى
عَفُوٌّ، غَفُورٌ، ولنا في رَحمَةِ اللَّهِ خَيْرُ العَزاءْ
أعَدَّها للخَلقِ جَميعا مَاْوى لِنَيلِ الجَزاءْ
ومَنْ لِي سِوى الإلاهِ الحَليمِ لأَكُ منَ السُّعَدَاءْ
ألَمْ يَبْعَثِ النِّبِيَّ للسَّلَفِ والخَلَفِ مُرشِدَا،
وجَعلِ جَنَّةِ الخُلدِ رَحبَةً لِكلِّ عبادِهِ الأتقِياءْ
فكانَ الرّسولُ نُورًا للحَقِ وبَلسَمًا وشِفاءْ
نبيٌّ للرّحمَةِ حَليمٌ، شيمتُه الصّفْحُ والثّناءْ
بِحُسْنِ السّياسةِ أدهشَ العَالَمَ والأعداءْ
نعَم كانَ رَحمةً للنّاس جَميعا رِجالاً، نِساءْ
وَجدناهُ حازما في الشّدّةِ كما في الرّخاء
حكيمًا، يُشفِي القُلوبَ بآياتِهِ العَصمَاءْ
عادلاً ،في أحكامِهِ بتنظيمِه القَضاءْ
مُجَاهِدا، بفَضلِه عمَّت الدّنيا أنوارٌ وثَراءْ
اللّهُمَّ اِجعَلِ الجَنّةَ لِمَن كان مِنّا مِنَ الشّهداءْ
لِتَجمَعْنا وإيّاهم، إنّا مُنادون: نحن لكمُ فِداء
وظمْأى لنَبعِ فُرقانِهِ، هو مُنانا شافي النُّهى
هُو البَلسَمُ، وللقلبِ خيْرُ تِرياقٍ ودَواءْ
بقَلبي جَرتْ قَوافي ردَّدَ رَجْعَها صَدٌّ وصَدَى
لِتَبْثُثْ بَوْحَنا كإِكسيرِ حبٍّ بين أبنائنا الأحبّاء
تُنمِّي، تُفَتِّحُ براعِمَ نَشْءٍ وزهورَ جِبالنا الغَنّاءْ
هذا كُلُّ ما يَسُرُّنا ويبعثُ فِينا السّعادة والهَناءْ!
الشّاعر الصّادق الهلالي
تعليقات
إرسال تعليق