الضياع.. بقلم الأديب والشاعر/محمد المصري
ما ان رفع الستار واطلت علي خشبه المسرح..حتي ضجت القاعه بالتصفيق انحنت لتحيي جمهورها الوفي الذي لا يألوا
في الحضور لمتابعه نجمته المضله.
كنت ارقب المشهد من الكواليس وقد هالني الموقف بشئ من العصبيه الممزوجه بالدهشه والاستغراب.
حينما اضيئت الانوار بعد نهايه الفصل الاول وانا ارقب كل شئ بصمت مريب.تأملت الصاله جيدا وانا خلف الكواليس وتأملت ايضا البنوارات يكاد المسرح يخلو تماما من اي جماهير .عجبا لمن تنحني اذن...وترفع يدها ملوحه هنا وهناك
وانا مازلت هناك خلف الكواليس ارقب المشهد في صمت..
هي مازالت تلوح بكلتا يديها هنا وهناك. فركت عيني جيدا ربما هناك مالم أراه وامعانا في تحقيق رغبتي أسرعت وتجولت بقاعه المسرح علا أجد ما يكذب عيني .لكني تيقنت ان القاعه خاليه تماما..
لحظات واطلت تروح وتجئ علي خشبه المسرح. تاهت الكلمات بين شفتيها. أسرعت لأختبئ خلف الكواليس لارقب ذلك المشهد الدرامي العبثي..الذي آثار حفيظتي للحظات
فنانه او تخيل لنفسها انها فنانه..مثلت دور الضياع التي عاشته خلف تلك الاقنعه. كم كانت مزهوه بنفسها حد الغرور
ترتدي قناعا وما تلبس ان تنزعه لترتدي نفس القناع لكنه في صوره اخري مختلفه..وقفت واجهشت في البكاء ومالبثت ان تحول البكاء الي ضحك هستيري..
من انا...أين انتم؟؟ أين أنتم يامن تدعون المثاليه..نعم كم افتقد الي نفسي...رسمت الضياع للكثيرين..لكني ابدا لم ارغم أحدا...هيا صفقوا..هيا انحنوا لارتقي سلم المجد..هيا املأوا كؤسكم واشربوا نخبي..هيا سطروا معي مجدي الزائف.
كنت ارقب مايدور وانا مازلت في مكاني في حيره من أمري.
سقطت علي خشبه المسرح أسرعت لنجدتها. سبقني رهط من الرجال بملابس بيضاء.. تواريت شفقه ..اطفئت الانوار
ساد الصمت...ورحل الضياع.
====================
محمد المصري..
تعليقات
إرسال تعليق