هي الأيام تمضي.. بقلم الأديب/سالم عكروتي

 ......هي الأيام تمضي ..نسحبها من رصيد العمر والأحلام الملحة الساكنة فينا، تستأذن بالرحيل.

في الضفة اﻻخرى عند ليالي الشتاء الحزينة،ضوء القمر الباهت خلف السحاب يسدل ستائره على النوافذ أين كنت عبثا أترجى أملا لم يعد متاحا.

أشعر بالبرد يتسلقني، يركض في كل المسالك، تتعقبني هواجس تؤرقني،،حتى أصبح تفكيري قطبا جنوبيا والجليد الزاحف نحوي يعلن أنه هنا ليس للحياة معنى حتى نستعجل شروق الشمس، وأن يتمطى شعاعها ليلامس كل الدروب. الظلمة الحالكة و عزف الريح ، وتعب سنين وذكرى جميلة تهرب من خيالي لتفر الصور وآخر عهد بالفر ح والنور، أمام ركض واقع باهت وممل لا أنتظر منه شيئا سوى وجوه معتمة وظلال أشباح تسلل ، تشوه كل جميل وتسلب الضياء.

البرد والصقيع يبسطان سلطتهما في الخارج ،والشتاء يصر أن يكون أقسى ، داخل غرفتي والفانوس العتيق يمدني بقليل من الدفئ والضوء ، في الركن الآخر طاولة خشبية عرجاء عليها كتب تشاركني همومي وكلماتها تإن وتتسكع في أرجائي ،باب الغرفة والشقوق الظاهرة فيه تتحالف مع اليل والشتاء وزمهريره وترميني بموجات صقيع ،وانا اكافح وأجاهد سلاحي غطاء صغير وحلم وأمل أكبر أن تظل غرفتي آمنة وفيها بعض الدفئ يوصلني للفجر القريب والنور المرتقب ، كنت أصارع لسعات البرد وأشجع بالتصفيق والهتافات الفانوس وأناديه لا تخبو لا تنطفأ مسألة وقت قصير وكفاح طويل وتشرق الشمس ونخرج جميعا إلى النور ، بومضات مرتعشة يلوح إلي ويهمس أن لا تخف إطمإن أنت في الطريق السوي، أنكمش وألملم أطراف الغطاء بعض من الأمان والدفء، و إغفاءة آخر اليل تفرض سلطانها على حواسي ، أغمض عيني خلسة وأجتاز حواجز أرقي وتعبي ووجع عمري وأذهب في حلم رائع ومزهر في إنتظار شعاع الشمس من شقوق باب غرفتي الصامدة..... تصبحون على جنوني .وحتى أستفيق إعلموا أنه للحلم بقية ..........سالم عكروتي (أبو عيسى) /تونس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر