سيد الأسبوع.. بقلم الكاتب/محمد بن سنوسي
سيد الأسبوع ....
نور سطع بين الأيام فإبتهجت له القلوب وتسابقت الجوارح للنهل من ضيائه ونفحاته. يطل علينا ثم يرحل ليعود تاركا حصائده و عبقه و مكاسبه ليكون زادا لبقية المشوار إما نور من تحت القدمين لعنان السماء و إما ظلمة تنتظر المبادرة الأسبوع المقبل فهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور . ينادي المنادي في مطلعه يا باغي الخير لا تبتئس وعليك بالذكر وسورة الكهف و كثرة الصلاة على خير البشر صلى الله عليه وسلم فدقائقي محسومة وأنفاسي معدودة فبين طياتي ساعة فيها الإجابة هي كليلة القدر في شهر رمضان وبين أجزائي و نسائمي أسرار إلاهية من فك شفرتها نال المراتب العلا ومن إغترف من عذب مائها كسب الزاد ونال الرفعة و تحقيق المنى فهو يوم حمل معاني عميقة و تجسدت فيه حكم مخفية ففيه خلق آدم و فيه قبض وفيه أنزل إلى الأرض وفيه نفخة الصور معلنة النهاية فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا ) . رواه مسلم .
هي رحلة بين المروج و على خرافة الجنان و في حضرة روايات الصالحين و كتبة التاريخ الطاهرين من دونوا مآثر المارين و قصص المستغفرين بالأسحار المبكرين لبيوت الله وفي طليعة قوافل المستجيبين لنداء ملك السماوات .فإذا دوت الدعوة للصلاة توقفت عجلة الإقتصاد و علقت الحركة و طويت الإتفاقات و الصفقات لما بعد نهاية فترة الفلاح التي تفتح أبواب الإنتشار في الأرض لطلب فضل الله و رزقه قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) الجمعة.
وخصه المولى عز وجل بأفضل صلاة و أحبها لملك السماوات و الأرض فعن ابن عمر قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة ) . رواه البيهقي في "شعب الإيمان" . وصححه الألباني في صحيح الجامع .
يوم الجمعة هدية مالك الملك لطالب الرفعة فكل نفس فيه يجر خيرا غير محدود و كل خطوة بأجر مئات السنين فهو عيد المسلمين و بوابة الأرباح و نسيم الجنة و غيث الباحثين عن دروب الجنان و قواعد النجاة و منابع الفضل فمن إتبع الهدي سار على خرافة الجنة و طرق بثقة أبواب الرضا و إنغمس في نعيم القرب من الله فهو مدعاة للتسابق للمغفرة و ولوج جنة عرضها السماوات و الأرض.
محمد بن سنوسي
22 ماي 2022
تعليقات
إرسال تعليق