الزبون والحلاق ....بقلم القاص جوزيف مزعل شديد
قصة قصيرة
الزبون والحلاق
رجل في السبعينيات من عمره يستهوي ويستعجل يوم جلوسه على كرسي الحلاق يزور الحلاق كلما نظر الى المرٱة ..وجد بعض الشعيرات في وجهه شواربه انيقة ....
زوجته شواربك يعلق بها حساء الشوربة ....
عندي عمل كثير بالبيت والمطبخ .ارجوك غيب حصة عن البيت
لا اريدك تنتقل بين الغرف والمطبخ وترد على الهاتف بالصالون ما اكثر اتصالاتك الى اخوتك واخواتك وعامل على العالم عم وخال عن حق وحقيقة وتجمع العيلة توزع لهم النصائح والارشادات وصلة الرحم ماسكها تطبيقا شديدا اكثر من ايام الصحابة ....
تسمعني عواطفك وجياشة مشاعرك التي تلتهب اذا غاب عنك الفصعون ابن اختك تهلكني هل اتصل صهري حضرت حنان اختي لماذا لم تعزمي عائلتها على الشاكرية ...
خالد مر علينا هو راجع من الشغل
انا طباخة او سكرتيرة كيف لي ان الحق الايكفي انت شاغلني كبرت. .هل ضهر علي الكبر اوعى تقولي عني ختيار هل ممكن تحبني النسوان ...
انا لولا علاقتي مع اهلي واخواتي وابنائهم كنت تزوجت عليك وسليت مع نسواني اكيد منهن يتحملني اكثر منك لقد بعت بيتين غير ماحصلت عليه من الورثة ثروتي
من العمل بالخليج انفقتها من اجل سعادتك والضوج تتابعين الموضة .وان ادفع على صرعات الموضة وحفلات ب.صالة الافراح .اخاف من حلول الربيع ونسماته حيث تكثر رحلاتك على الربوة مع صديفاتك لاتنسى اليوم عندي سهرية في الصالحية بالكافتيريا
لاتتعبي حالك يوجد نساء شغالات .يقمن بتعزيل البيت وتنظيفه وكذلك السجاد ينظف على اياديهن افضل من المغاسل الالية
المهم انت تغادر من البيت حضورك الدائم يرهقني ..تخبرني ولدت سكينة حضري حالك للمباركة ..هل عاد حسن من الخدمة العسكرية .يجب ان نذهب لزيارتهم و نسلم عليه شغلتي رد على الهاتف واحكي لك خطا
يازوجتي اهلي وعزوتي هم صلة الرحم حيث اوصى بهم الرسول لاتقطعهم ...
هل قصرت قبل ان يهاجروا اخوتك واخواتك كنت افرش لهم الورود واجمل الهدايا واغلاها وادسم المعايدات لهم اطفالا وكبارا وتشتهي لهم من الاكلات الشامية
احوالهم المادية كانت ضعيفة كم ساعدتهم .ماديا في كل ظروفهم الصعية كما كنت طيبا معهم .اكثر من اهلي لماذا نسيتي واشتريت قبرين لوالدك ووالدتك بهذيك الحسبة ..
اعتبر كل الناس اهلي واولادي حرمت من البنين والبنات نعم انا عقيم تناسليا كنني خصبا في محبة الناس والالفة مع الجميع سعادتي ان ا ارى طفلا باسما اوباكيا امسح دموعه واقدم لهم دون معرفة انت لاتعرفي كيف احن على اطفال الشوارع ..وحتى لاطفال الاكابر ...
لماذا تنهري رجولتي الست انيسا هادئا اقوم باعداد قهوتي وتحضير افطاري المتواضع وانت محلقة بالمرآة مكياج وحمرة .تندهين خروج وحليق من البيت رفقاتي النسوان الصبحية عندي اليوم .على احتساء القهوة واجلب لي الكيك
في سوق باب سريجة حلاقا بحث عنه مناسبا لاعمار من هم في سنه يجتمعون احاديثهم الشيقة عن اهل الشام وبيوتها العريقة الجميلة بيت الدكة اكبر من بيت حلاب النملة حديقته كبيرة اشجار النارنج والياسمين تعربش على شبابيك بيت القنواتي ونافورته في بحرتهم الرخامية تغازل الازاهير تتراقص مع ميلان نسمة ربيع هادئة صار لي بيت قصرا بالقيمرية لم اشتريه حيث امي الله يرحمها لاتريد مغادرة بالحارة التي عاشت بها عائلات الشام الاصيلة اقرباء نعرف ذلك من النعوات تسقط من عدد العائلات التي تخص المتوفي قصص تسرد عن تاريخ علماء الشام الافاضل .
جلس على كرسي الحلاق في دوره يقص شعره وينتف حواجبه انامل الحلاق رقيقة تنساب على جبينه نسمة شامية عليلة يسهو يغفو احيانا يغط طويلا والاخرين ابو حمدي ابو احمد اوابو طه يسلون في تلاوة الطرائف الشامية ...
يرتاح الحلاق على الاريكة ويغط في غفوة .ايضا حيث ايام الاعياد يتاخر وزبائنه كثيرة يفرغ الزبائن من احاديثهم وطرائفهم الزبون نائم والحلاق نائم .ماخلصنا ام احمد تتعوقني لك انهض ابو جابر الحلاق معقول انت والزبون نائمين .نهض الحلاق مذعورا مابكم لاترفع صوتك خفف نبرتك نتركه في غفوته وشوشة هذا كان وزيرا..كان يسهر على مصلحة الوطن ..ويخدم المواطنين معقول وزير كان ويحلق عندك نعم مازال من ايام كان وزيرا....كلما احلق له ذقنه وانتف له يغط في النوم زوجته كل يوم تأمره روح احليق عن وشي بعدما تقاعد واصبح ختيارا تعودت مذ ايام وجوده بالوزارة وكثيرة المناصب التي شغلها ويسهر على راحة الناس يعود للنوم متاخرا قد يكون هروبا من زوجته
ارتاحوا وترحرحوا احيانا تطول غفوته ومصيبتي عند صحوته يجب ان ابحث عن شعر راسه الاصلع وتزيينه ...
لاحول الله حيث لايرتاح في فرشته اكثر من الكرسي وخاصة اذا بدات انتف له الحواجب العريضة ..
كثير من الزبائن يغادروا الصالون بعد مشاهدته قبلهم على الكرسي والدور ويعودوا بعد العشاء ..
عاد الى زوجته التي تنتظره تاخر الرجال ولي على ئامتي (قامتي ) انا السبب طفشتوا من البيت عاد
سعيدا بعد التقائه والاجتماع مع اصدقاء جدد من اهل الشام حيث انقطع عنهم سنوات طويلة بالانشغال بمسؤوليات وطنية ....
وجد ان مسؤولياته بالوزارة كان جديرا بها اما حكم زوجته واوامرها اصعب من توجيهات رئيس الوزراء وتنفيذ مقرارات اجتماعاتها .،
من خيالي القصصي ..
المهندس جوزيف مزعل شديد ..
.
تعليقات
إرسال تعليق