دندن ياموج....بقلم الشاعرة فدوى كدور


 نص نثري بعنوان : “دَنْدِنْ يَامَوْجُ “

بقلمي:فدوى گدور


تَرَنَّحَ ٱلْمَوْجُ ٱلْمَوْجُوعُ....دَنْدَنَ عَلَى ٱلصَّخْرِ ٱلْمَصْدُوعِ،عَزَفَ أَلْحَانَهُ ٱلسَّرْمَدِيَةَ،فَتَوَافَدَتِ ٱلنَّوَارِسُ ٱلْمُحْبَطَةُ لِاسْتِقْبَالِ ٱلْسُفُنِ ٱلْحُبْلَى بِٱلْآسَى،لِتَسْمَنَ وَتَغْنَمَ وَتُغْنَى مِنْ جُوعٍ،اِجْتَمَعَتْ وَٱصْطَفَّتْ وَلِقَصِيدِهَا تَمْتَمَتْ،أَدَتْ جَلْبَتَهَا ٱلرُّوحِيَّةَ،رَقَصَتْ رَقْصَتَهَا ٱلصُّوفِيَّةَ ،تَمَايَلَتْ، تَأْتَأَتْ،نَعَتْ خَيْبَتَهَا،نَدَبَتْ حَظَّهَا، تَارَةً بِجُنُونٍ، وَتَارَةً بِخُشُوعٍ.

ثَارَتِ ٱلْلُجٌَةُ...

نَثَرَتْ مِلْحَ زَبَدِهَا عَلَى ٱلْوُجُوهِ ٱلْبَائِسَةِ،مُدَغْدِغَةً ٱلْجُلْبَاتِ ٱلْيَابِسَةَ،كَمَا تَنْثُرُ ٱلْعَرُوسُ سَكَاكِرَهَا عَلَى ٱلْقَارِعَةِ،مُسْتَفِزَّةً ٱلْأَرَامِلَ وَٱلْعَوَانِسَ.

اِنْفَكَّتْ كَشْكَشَاتُ ٱلْصُدُورِ،اِنْحَلَّتْ عُقَدُ ٱلْدُهُورِ،وَعَلَى صَهْوَةِ ٱلنُّورِ تَوَقَّدَتْ أُلُوفٌ مِنَ ٱلشُّمُوعِ،وَفِي حَرَمِ ٱلصَّمْتِ وَٱلْوُجُومِ ،تَفَتَّقَ ثَوْبُ ٱلْسُكُونِ،قُرِعَتِ ٱلْطُبُولُ،تَعَالَتْ زَغَارِيدُ ٱلْحُضُورِ،اِرْتَجَّتْ رَوَاسِبُ ٱلْأَقْوَاعِ،اِسْتَفَاقَتْ وُحُوشُ ٱلْأَوْجَاعِ،وَعَلَى شُطْآنِ ٱلْجُفُونِ تَحَجَّرَتْ سُيُولٌ مِنَ ٱلدُّمُوعِ.

مِنْ رَحِمِ ٱلْوُضُوحِ أُنْجِبَ ٱلْغُمُوضُ،أَرْضَعُوهُ ٱلْاِسْتِسْلَامَ وَٱلْخُضُوعَ،فَصُلِّبَ ٱلْفِكْرُ عَلَى مِنَصَّةِ ٱلْخُنُوعِ.

 هُنَاكَ....هُنَاكَ....عَلَى خَطِّ ٱلتَّمَاسِ ،بَيْنَ ٱلرَّطْبِ وَٱلْجَافِ

حَيْثُ ٱلصِّرَاعُ ٱلْأَبَدِيُ بَيْنَ ٱلْمَدِّ وَٱلْجَزْرِ،بَيْنَ ٱلْنُفُورِ وَٱلْجَذْبِ

بَيْنَ ٱلْسَالبِ وَٱلْمُوجَبِ،بَيْنَ ٱلرِّضَا وَٱلسُّخْطِ،بَيْنَ ٱلْقَبُولِ وَٱلرَّفْضِ.

هُنَاكَ...هْنَاكَ.....اِحْتَارَ ٱلْوُجُودُ،أَ يَسْتَسْلِمُ أَمْ يَصْمُدُ،أَ يَثُورُ أَمْ يَخْمُدُ،أَ يُضِيءُ أَمْ يَغْمُدُ.

هُنَاكَ ...هُنَاك...عَلَى ٱلرِّمَالِ تُشَيَّدُ ٱلْقُصُورُ تُـبْنَى ٱلْقِلَاعُ،تُنْقَشُ حُرُوفُ ٱلْحُبِّ بِإِبْدَاعٍ،يُبْحِرُ ٱلعُشَّاقُ بِلَا مِجْدَافٍ وَلَا شِرَاعٍ.

هُنَاكَ....هُنَاكَ...يَكْتُبُ ٱلْأَبِيُّونَ:"نَحْنُ لَا نُشْتَرَى وَلَا نُبَاعُ"."نَحْنُ لَا نَمْتَثِلُ وَلَا نَنْصَاعُ".

 هُنَاك َ...هُنَاكَ....وَمُنْذُ أَزَلٍ وَقَبْلَ ٱلاِبْتِدَاعِ،تُبْسَطُ شِبَاكُ ٱلْأَمَلِ يُرَدَّدُ نَشِيدُ ٱلْوَطَنِ (وَطَني ٱلْأَجْمَلُ)..."مَشْرِقَ ٱلأَنْوَارِ"..."مَنْبِتَ ٱلْأَحْرَارِ"،بِصِدْقِ ٱلشُّعُورِ وَبَرَاءَةِ ٱلصِّغَارِ،

لَكِنَّ ٱلْحَنَاجِرَ اِسْتَوْطَنُوهَا  ٱلَعَلَقُ، رَغْمَ ٱلْبُكَاءِ ،رَغْمَ ٱلْنُوَاحِ ،رَغْمَ ٱلصِّيَاحِ،رَغْمَ ٱلْحُبِّ، رَغْمَ ٱلْوَلَاءِ ،رَغْمَ ٱلكِفَاحِ

ٱلصَّوْتُ مَبْحُوحٌ ،ٱلْصَوْتُ مَكْبُوتٌ،ٱلْصَوْتُ غَيْرُ مَسْمُوعٍ.

فَدَنْدِنْ أَيُّهَا ٱلْمَوْجُوعُ.

بقلمي فدوى گدور المملكة المغربي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر