خاطرة....بقلم الكاتب جوزيف مزعل شديد


 خاطرة 

الانسان بالفطرة ممارستة ضد حريته 

الطيور كل اشكالها والوانهاوطبيعتها وتغاريدها التي تبدي انها ولدت بالفطرة طيورا حرة ..تعشعش اعلى الاشجار واعالي الجبال عرين النسور والصقور والانسان لايسر منها الا اذا نصب لها الشباك والمصايد 

ما العش الا ركنا حصينا تنسجه مناقير الطيور في هندسة تتمايز عن هندسة البشر حيث  تنسج الاغصان كلها حسب الخطة التصميمية نفس الطراوة والقياسات والابعاد التي تنسجم مع غاياتها بعد البحث عن الانسب منها وتطينها في بعض الاعشاش لاتزيد او تنقص  مبددتتا جهودها  في جلبها كما تعرف اتجاهات الرياح والمطر كي لاينفد الى الصغار او يصل الاعداء الى العش الذين يتغذون عليها ...

الحرية المطلقة او الحقيقية بمفهومها اشتقت من  حوم الطيور بالسماء جماعة واحادا عرضا وطولا ...بكل  نشاط يختاروا المسارات احرارا  لايشاركهم بها غير الهواء الذي يحملهم ..تعرف خطوطها كما شبكات الاتصالات لاتتداخل ببعضها ..

كما ان الانسان  ولد حرا ..انما عمل على جعل اخوه الانسان عبدا له وساقه الى سوق النخاسة  ..كما يعتقه تكفيرا عن ذنوبه  ليس شرطا ان يكون الانسان اسودا كي يصبح عبدا بالغلال ...والبيض   طبيعتهم عبيدا لافكارهم وطموحاتهم العدوانية ضد كل الاجناس احيانا يسعى الى حرية الجلادوتقبيل اياديهم ويموت من اجله  حيثما  يحسد نفسه اذا حلق في خيال الحرية وان افاقه اتسعت وتمددت في حيز ينام به ويستر عائلته وغدا  حلما ايضا لدى الغالبية كي يشعر بالوجود  الحقيقي لاشك انه حيز يتفاوت مع مستويات البشر ..

الحرية ايضا تتعارض ابعادها مع القناعة المثلى للانسان ..الذي  لايعيرها اي اهتمام  لغايات الطمع والجشع او المزيد يجب ان يطال  باستخدام وسائل الاحتيال والترويع كما البذح  وفنون الهدر يقابله القلة والعوز لاخيه الانسان 

الانسان .اوجد تعاريفا ووصفا  لكل القيم الحياتية والسائدة كما استرسل في الدعوة اليها قلما يطبق احدها حيث النفس البشرية انانية..وانتهازية 

يسعى للتحويش من بستان جاره ..او ينتظر خسارة الاخرين من اولى تجاربهم كي لايقع بها ثانية  حفاظا على امواله  ..ومن بعد  حصاني لاينبت الحشيش

لاينظر الى الطيور كيف تعيش دون ان تكنز في مستودعات  ..

كما الانسان كائن ينفرد بالقضاء عى جنسه  عكس الضباع التي تقتل كي تشبع غريزة الجوع وتكتفي ...ولاتعادي الا المعتدي على حيزها الذي تشبعه برائحتها التي تدل  قطيعها الى مكانها بعد البحث عن الطعام ...والمشاركة به 

الانسان يمشي ويجند مجموعات كي يحارب  اخيه الانسان  ويغتنمه عنوة ويحلها له شرعا 

 لايقتدي  بالطيور التي تتلاحم اسرابا وتنفصل سلاما الى رفوفها 

عقلية البشرية تنظر الى الجميل في الطيور  وتغار من حريتها   المطلقة  باقتناء الاقفاص الخشبية  كي يسلب العصافير حريتها ويتشفى منها لاشعوريا يدعي انه يتمتع بصوتها وتغريدها  .ويتباهى امام الغير بكثرتها عنده وتعدد اجناسها باقفاصه  .كما قطفه الورود العطرة الجميلة ينزعها من حدائقها التى تفيض جمالا بكل الامكنة وحيازتها قبل حيازة الاخرين او لا يفوح عطرها للجميع ..او عبثا بمكونات الطبيعة  مرتع الحريات 

لايكتفي بحجز حرية العصافير  وحسب بل يصطاد سعادتها من الاشجار لغريزة الصيد والمتعة رغم توفر اللحوم الاخرى ...انه نرجسي على الطبيعة التي ترخي فتونها عليه وتمنحه الاسترخاء 

الانسان كائن لايجوز له ان يطالب بالحرية كونه  يناضل كي يحجبها عن الغير حيث  يدعم ويساند ويتملق للجلادين في كل اصقاع العالم كما انه يشتري الظلم للاخرين مدعيا تطبيق العدالة   ويتاجر به سلعة وفيرة 

كي يحظى بثناء جلاديه  مقابل حفنة  من المال هي اصلا من حقوقه ...

والاوطان ماهي الا  اسيرة افكار البشرية التي تتوطن بها اغلبها  سلبية حيث لايوجد وطن للانسانية كما ينشدها الابرار والمخلصين الذين يسعون  للهجرة منه طلبا للامان والاطمئنان والعدالة ورغم قبولهم بفضلات حرية بالمنية  ويموتون  من اجلها اذا غزته  جموع ألغدر  على الاوطان التي اصبحت ملاذا لحماة  الطغيان وتجنيد الفقراء لحمايتهم بحجة حاجة الوطن للحماية  ويكافؤن  بالحسرة والجوع واتساع الاحلام ...

المهندس جوزيف مزعل شديد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر