عناق الشام...بقلم الشاعر د.أحمد حسن الفلاح
عناقُ الشّام
يا شامُ هل سُحِبَتْ منافذُ
عشقِنا للقريةِ الأخرى هناكَ
على رصيفٍ
يُسرجُ الأنوارَ من عقمِ الدّهورْ
وأنا هنا أحيا على جذعٍ
من النّخلِ المحنّى
من زيوتِ الوردةِ الحمراءَ
كي أحمِي الجذورْ
يا شامُ هل زُرِعَتْ عيونُ الأقحوانِ
على طريقٍ يرتدي
ثوبَ المنافِي والعبورْ
وأنا هنا أحيا على حجرٍ رخاميٍّ
يذوبُ الليلُ فيهِ على رواسي
الأرضِ كي يحمي الجسورْ
وأنا أحنّي رملةَ الأوراسِ
من دمِنا الذي ينمو على
أهدابِهِ زبدُ الحجارةِ والنّسورْ
وأنا هنا في حوزةِ التّحريرِ أحيا
كلّما فتقَ الصّباحُ حروفَهُ
من فوهةِ المرتينةِ الأخرى
لكي يحيي القبورُ
وأنا هنا سرٌّ
يخضّبُ شعرَ أرملةِ الدّجى
وأرى عيونَ الشّمسِ
تحميها العصورْ
يا شامُ هل تنمو
على أهدابكِ الاولى
قرابينُ الأماني كلّما
نزفَتْ دماءُ الأرضِ
من رمقِ النّدى
في لهفةٍ أزليّةً تحمي ترابَ
الأرضِ من عفنِ القصورْ
وهناكَ تحيا الشّامُ
في أرضِ القداسةِ مع
صفيحِ جبالِنا في زهوةِ الأقمارِ
ينسجُها ترابُ الأرضِ
من جمرِ الحجارةِ كلّما
نزفَتْ على الأرضِ دماءٌ
من ثرانا
تُلبِسُ الفجرَ الذي ينمو
على زبدِ الرّوابي ها هنا
وأنا هنا بينَ الأوابدِ أحملُ
الأكفانَ
كي أحيا هنا بينَ الصّحارِي
في رمادٍ ينثرُ الأشواقَ
من جمرٍ ونورْ
لا شيءَ يحمي التّربةَ السّمراءَ
من هوجِ المكائدِ كلّما
رجفَتْ شقوقُ الأرضِ
من صخبِ الزلازلِ
في نواميسٍ تهزُّ الكونَ
من شهبِ القيامةِ والنّشورْ
وهنا نداعبُ ذروةَ الأوطانِ
في عشقِ العذَارى كلّما
زهدَ الخليجُ بسرِّهِ
في ميتَةٍ أزليّةٍ ترمي إلى
الأقدارِ أسرارَ المنايا والثّبورْ
لا شيءَ يفتنُ عشقَنا
كي نعتلِي سفنَ المرايا
في دياجيرِ الموانيءِ
عندَ أسفارِ العروبةِ في اللظِى
وهنا يبادرُنا الفجورْ
لا شيءَ يعتقُ رقبةَ الأعرابِ
من شهبِ المنايا كلّما
شحّتْ عناقيدٌ لغيمٍ يركمُ
الأنوارَ من مطرٍ يسيلُ
على ترابِ الأرضِ
كي يحمي من البركانِ
أروقةَ الثّغورْ
وهنا يبادرُنا النّدى في ثورةٍ
تحيي بلادَ الرّافدينِ على رصيفٍ
يرتدي ثوباً لبغداد التي
هجعَتْ إلى رمقِ العواصفِ
في أعاصيرٍ تحنّي الرّيحَ
من زبدِ الجوارحِ والصّقورْ
وهنا تهزُّ الليلَ بغدادُ التي
تحيا على أرضِ العروبةِ كلّما
نسجَتْ خيوطَ النّورِ
من جسدِ الرّبا
كي تحملَ الأقمارَ للفجرِ الذي
يحمي زفيرَ الشّوقِ
من غمطٍ سفورْ
وهنا تعانقُنا روابي العشقِ
في بابِ السّلامِ على ترابِ الأرضِ
كي تحيا هنا
وتسيرُ مع شطءِ البحيرَةِ
في هواجسِ أمّتي
مع لكنةِ الأعرابِ
كي نحيا على نورِ الموانيءِ
بينَ أجفانِ الثّرى
في تونس الخصراءَ
عندَ دروعِنا
ولربّما نحيا على شهدٍ لبابلَ
كي نعيدَ ترابَنا من لوثةٍ
تنزُو بعيداً عن قفارِ الأرضِ
مع شفقِ الغيابْ
وهنا يباغتُنا الرّدى
في شهوةِ الطّاغوتِ
من هوجِ الزّناةِ على التّرابْ
تحكي لنا دولُ الشّمالِ قصيدةً
تروي إلى الأهوالِ جسراً
يكسّرُ الأشواقَ من عرقِ السّحابْ
وهنا تردُّ الشّامُ لليلِ المعبّدِ
من رخامِ الأرضِ أروقةَ الحرابْ
يا شامُ يا أرضَ العروبةِ والفدا
أنت هنا عصفٌ يؤبّرُ من نسيمِ
الأرضِ أنفاسَ الثّرى
وهنا نرى في الشّامِ عشقاً يرتدي
ثوباً لغزّةَ من عروقِ الأرضِ
كي يحيا اليبابْ
وهنا على أرضِ العروبةِ
تحملُ الأكوانَ غزةُ والتّرابْ
نفثَتْ مواجعُنا هنا
في غفوةِ الأعرابِ
كي تحيا طواغيتُ المنايا
مع تجاعيدِ السّرابْ
والشّامُ نورُ اللهِ في وهجٍ
يحنّي الليلَ من يمنٍ تهزُّ الكونَ
من رمقِ العروبةِ في ضجيجٍ
ينتمي للمجدِ من بابٍ لبابْ
وهنا تنادينا العروبةُ
كلّما سقمَتْ طوابيرُ الجنودْ
والفجرُ سرٌّ للمدى
يحيا بعيداً
كلّما هزَّ الصّباحُ سراجَهُ في
رجفةِ الزّلزالِ مع نَفَسِ الرّعودْ
والشّامُ تحيا ها هنا
في ثورةٍ أزليّةٍ
ترمي إلى الأقمارِ أسرارَ الوجودْ
يا شامُ كم ركعَتْ على أجفانِكِ
سحبٌ من الغيمِ المهجّنِ بالحشودْ
وصعقْتِ في سيفِ العروبةِ
شهوةَ الإفرنجِ من عصبِ الرّجولةِ
في شموخٍ قرمزيٍّ
يرتدي ثوبَ المروءةِ في روابي
العشقِ من شغفِ وجودْ
ولربّما ركمَتْ على ثغرٍ هناكَ
على ميادينِ الرّبا
شامٌ لتحْيي من جذورَ الأرضِ
أنفاسَ الجدودْ
وهنا يحنّيها الصّدى
والمجدُ يحرسُها هنا
في نشوةٍ أبديّةٍ
تحيي الوجودَ إلى الوجودْ
د٠حسن أحمد الفلاح
تعليقات
إرسال تعليق