من خلف حطام.. بقلم الشاعر/أحمد علي صدقي
من خلف حطام.
كن ابن من شئت وانصت إلي دقيقة
أسمع مني ولو مرة، مُرَّ الحقيقة
إن كنت أبن عائلة في البدخ عريقة
تسكن قصرا تزينه أجمل حديقة
ومنصبك وقته ثمين ويُعَدُّ بالدقيقة
وشأنك عال وتتكلم كل اللغات بالسليقة
إلا عربيتك فليست لك بصديقة
عروبتك رمي بها في هوة سحيقة
شبهات تغلف أرصدتك وفي خبثها غريقة
ممتلكات لك تملأ الدنيا بشهرتها البريقه
ألا يسائلك هذا أن تعرف الحقيقة؟
أزل الوقر من أذنيك و انتبه لي دقيقة
الناس ليست خرق عتيقة
تمسح بها الأحذية و بأخبث طريقة
اعتصم، إن شئت، بحبالك الرقيقة
كلما نسجتها عناكبك الصديقة
عناكب من أشد شر الخليقة
تنسج خيوطا بعنقك تظل لصيقة
تخنق بتشابكها دواخلك العميقة
اخلع جلباب التكبر و البس إزار الحقيقة
انصت وإليك مني الحقيقة:
إن دالت بك الأيام و أحببت عصرك
فلن تنعم بالعيش إلا قدرك
لأن ألله قد أحَدَّ عمرك
ولن تأخذ من الأرض إلا شبرا شيدوه قبرك
فانتبه لما به تدبر أمرك
فالغنى في النفس وبالجشع ما تؤجج إلا فقرك
أحمد علي صدقي/المغرب
تعليقات
إرسال تعليق