أهمية اللغة العربية.. بقلم الكاتب/خالد الثمالي

 


أهمية اللغة العربية


✍️-خالد الثمالي 


تحتل اللغة مكانة مرموقة في أي حضارة  وتحظى بقدر من الاهتمام ؛ فقوة اللغة قوة للحضارة.إن من الحقائق التي لا يمكن تجاهلها ، إن كل أمة تعتز بنفسها وبوجودها؛ لا بد أن تعتز بلغتها.


الحق أنَّ اللغة لدى الفرد هي الوسيلة بل أداة التفاعل، بين أفراد المجتمع ، وهي المستودع الذي يتراكم فيه تراث وخبرات الأجيال، وهي القناة التي من خلالها ينتقل التراث من جيل إلى آخر.

فاللغة لسان العقل وطريق الفكر ، اللغة والفكر عنصران متداخلان وفي إطار هذه العلاقة أشار (أرسطوا)قائلا: ليست ثمت تفكير بدون صور ذهنية. لذا يؤكد "أدوار سايبر" أن اللغة أعظم قوة تجعل الفرد كائنا اجتماعيا.


اللغة مرآة تفكير الأمة ، وأداة التعبير عن لعقولها الفذة والمبدعة، ووسيلتها في الحفاظ على شخصيتها وتراثها الأصيل.وتعد اللغة مظهر من مظاهر السلوك الإنساني، لهذا كانت موضع دراسة لعلماء النفس قديما وحديثاً، وقد أشار بعضهم في دراساته إلى أن التحليل النفسي لوظيفة اللغة يؤكد أن عملية التصور هي من العمليات العقلية الضرورية قبل صدور الكلام الذي يتكلم به الفرد.


الذكاء اللغوي ذو أهمية ؛ لأنه مدخل لجميع الذكاءات ، والقدرة اللغوية تعتبر مؤشر لقياس بعض القدرات العقلية.

قيل : عن اللغة العربية الفصحى، بأنها بحر ممتلئ بالكثير من الكنوز والآلئ، فلا يوجد لغة أسمى من لغة القرآن.

قال تعالى:( إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) يوسف٢.


قال عنها حافظ إبراهيم وأمير الشعراء: بأنها اللغة التي لم يستطيع العقل البشري تجاوزها أو تخطي معانيها.

ومن أشهر ما كتب فيها قصيدة حافظ إبراهيم التي جاء فيها:

رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني

عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي

وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي

رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي

وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً

وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ

فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ

وَتَنسيقِ اسماءٍ لِمُختَرَعاتِ

أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ

فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي

فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني

وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي

فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني

أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي

أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً

وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ


تعلم العربية فهي تزيد من وعيك كإنسان، ومن طلاقتك كشاعر، ومن موهبتك كمبدع قادر على مخاطبة جميع العقول بلسانك.

لكل لغة من اللغات الإنسانية خصائص تمتاز بها ، ولا خفاء أن اللغة العربية أمتن تركيباً، وأوضح بياناً، وأعذب مذاقا عند أهلها، يقول ابن خلدون : وكانت الملكة الحاصلة للعرب من ذلك أحق الملكات وأوضحها بيانا عن المقصد. وقد رأها (ابن فارس) أنها أفضل اللغات وأوسعها إذ يكفي ذلك دليلا أن رب العالمين اختارها لأشرف رسالة وخاتم رسالاته فأنزل بها كتابه.

ونحن العرب نعتز بلغتنا لغة (الضاد) ونتشرف بانتمائنا إليها ، فلغتنا من أغزر اللغات مادة ، وأطوعها في تأليف الجمل وصياغة العبارات. فهذا الخليفة الثاني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول : "تعلموا العربية ؛ فإنها تثبت العقل وتزيد في المروءة".


مميزات اللغة العربية:

اتصفت اللغة العربية بصفات أو مميزات ، امتازت بها عن غيرها ومن أهم هذه الميزات:

١-أنها لغة إعراب، وذلك أن لها قواعدها في تنظيم الجملة في ضبط أواخر الكلمات، وقد تفردت اللغة العربية بين لغات العالم بهذه الخاصة مع شيوع بعض أنواع من الإعراب في بعض اللغات كالهندية واللاتينية وغيرها.


٢-الإيجاز في دقة الفكرة والإتيان بالكلام القليل الدال على المعانِ الكثيرة وتلك الصفة ( صفة الإيجاز ) هي من الصفات العامة للغة العربية.


٣-كثرة الألفاظ والمفردات في اللغة العربية والذي يقلب صفحات المعاجم يتأكد له ذلك ويدرك أن اللغة العربية غنية بمفرداتها واشتقاقاتها ومترادفاتها ، فالاشتقاق هو أكبر مصدر لثراء اللغة العربية وتطويعها لاستيعاب المعاني الجديدة.


٤-أنها لغة يرتبط فيها الصوت بالمعنى ارتباطا وثيقا ، وبتناغم جميل ، وتلك الميزة متوافرة في اللغات الأخرى إلا أنها تكاد تكون أوسع في اللغة العربية فيظل فيها الميل إلى المحاكاة اللغوية والصوتية.


٥-مرونة اللغة العربية وطواعيتها للألفاظ الدالة على المعاني، وكذلك دقة التعبير.

وبعد كل هذا فإن اللغة العربية لغة حية تنمو وتزداد مفرداتها ، إذ استوعبت كتاب الله وسنة نبيه.


•المهارات اللغوية

المهارات اللغوية لسيت مقتصرة على مرحلة  دراسية دون أخرى، فمرحلة الحضانة لها مطالبها اللغوية ، كذلك المرحلة الابتدائية ، والمتوسطة والثانوية، كل هذه المراحل لها مطالبها اللغوية ، فمهارة الاستماع من المهارات الهامة؛ إذ هو الوسيلة التي اتصل بها الإنسان في مراحل حياته الأولى بالآخرين، فعن طريق الاستماع يكتسب الفرد أنماطا من الجمل والتراكيب ، والمفردات ، ويتلقى الأفكار والمفاهيم ، وعن طريقه أيضا يكتب المهارات الأخرى للغة ، كلاما وقراءة وكتابة.

إن القدرة على تمييز الأصوات شرط أساسي لتعلمها سواء للقراءة أو الكتابة.

وقد بلغت نسبة الاستماع قياسا للمهارات الأخرى في كثير من البحوث ، أي ثلاثة أمثال ما يستغرقه في القراءة إذ بلغت نسبة الاستماع(٤٢٪؜) في حين توزعت إلى حديث(٣٢٪؜) قراءة ( ١٥٪؜) و ( ١١٪؜ كتابة). 

وعليه فإن مهارة الاستماع تعتمد على دقة الاستماع والانتباه المركز ، وكذلك فهم الموضوع فهما شاملا قائما على إدراك العلل والأسباب، عن طريق التحليل والتفسير والموازنة والنقد وتكوين الاتجاهات . تعتمد مهارة الاستماع على تدوين موضوع الاستماع الحديث لكي تتأصل فيهم تلك السمة.

من المهارات اللغوية أيضا مهارة القراءة بأنواعها، إذ تعد القراءة الناقدة المفتوحة على المحيط المحلي للفرد والعالم الخرجي هي وسيلة اكتساب المعارف ، والمعلومات والخبرات المتنوعة. فالقراءة عملية بها إيجاد الصلة بين لغة الكلام والرموز الكتابية ، وتتألف لغة الكلام من المعاني والألفاظ التي تؤدي هذه المعاني، ويفهم من ذلك أن للقراءة ثلاثة عناصر:

١-المعنى الذهني.

٢-اللفظ الذي يؤديه.

٣-الرمز المكتوب.

للقراءة فوائد منها فهم المقروء، والتفاعل معه ، والانتفاع به ، تزويد المتعلم بالمهارات الأساسية مثل، جودة النطق وطلاقة الآراء و التعبير الجيد والسرعة في القراءة، وكذلك اكتساب ذخيرة من الألفاظ ، وتذوق الجمال وتلمس مواطنه ، وتكوين روح النقد للمقروء، والقدرة على خلق الجرأة في نفس القارئ، واكسابه حب القراءة والميل إليها حتى تصبح هوايته.


ولا تقل مهارة التعبير ( الكتابي و الشفهي ) عن سابقاتها إذ تشكل مكملا لمهارتي الاستماع والقراءة ، فالتعبير من أهم فروع اللغة العربية فهو غاية بينها جميعا ، وماهي إلا وسائل مساعدة عليه إذا كانت المطالعة تزود القارئ بالمادة اللغوية والثقافية ، وإذا كانت النصوص الأدبية منبعا للثروة الأدبية، وإذا كانت القواعد النحوية وسيلة لصون اللسان والقلم عن الخطأ، وإذا كان الإملاء وسيلة لرسم الكلمات والحروف رسما صحيحا؛ فإن التعبير غاية هذه الفروع مجتمعة وهو تحقيق هذه الوسائل.

إن مهارة التعبير هي رياضة ذهنية فالأفكار والمعاني غالبا غامضة وغير محددة في الذهن ، والإنسان عندما يفطر إلى التعبير فهو يفطر إلى إعمال الذهن لتحديد الأفكار والمعاني والتعبير عنها وإيضاحها: شفهيا أو كتابيا.

لذا فإن العناية بالمهارات وصقل القدرات ، تعليم يتصف بالديمومة والاستدامة ، وتعلم يواكب مهارات القرن الواحد والعشرين ويتسق مع عصر التفجر المعرفي، مع المحافظة على جواهر اللغة وأصالتها ودررها.

تعليقات

  1. شكراً جزيلاً سريعًا ولكن عظيمًا لكل ما فعلته للمساعدة في تحقيق هذا الحلم بالنسبة لنا. إنه أمر جميل جدًا وما زلت أتأرجح من الواقع للحصول على منزل خاص بنا. لنا! أعلم أنك كنت تقوم فقط "بوظائفك" ولكن باختصار ما كان ليحدث بدونك. لذلك شكري الخالص مرة أخرى تريسي للتمويل. من فضلك يا رفاق إذا كنت بحاجة إلى قرض عاجل وموثوق ، يرجى الاتصال بـ Tracy Finance Firm حيث حصلنا على قرضنا لشراء منزل أحلامنا إذا كنت مهتمًا بالحصول على قرض ، يرجى الاتصال بهم الآن عبر التفاصيل أدناه:

    البريد الإلكتروني: info@tracyfinancefirm.com
    Whatsapp: +918448747044

    شكرًا

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر