رحلة سفر.. بقلم الأديب/سعدي جودة
من ديوان سنعود من فوهة بندقية
النص ١٦
رحلة سفر
مسافر ٌ أنا من جرحي إلى قلبي
من الشريان ِ إلى الوريد ِ
من عيني إلى عيني
حَزَمـْت ُ أمتعتي في حروف ِ كلماتي
جَمَعْـتُ هداياي َ. . . باقات من الورد ِ
* * *
مسافرٌ أنا من جرحي إلى قلبي
على متن ِ فراشة ٍ ربيعية
صاحت بي الفراشة ُ:
لم َ كل ُ هذا الورد ؟
و يا للعجب . . . أَنَسيت ِ السبب
فلكل ِ شهيد ٍ وردة ٌ
و لكل ِ جريح ٍ وردة ٌ
* * *
احجزوا هذا المسافر
فملامحه ُ فلسطينية
أين الهوية ؟
احجزوا الورد َ
فتشوا البتلات
فتشوا حروف َ الكلمات
انتهى التفتيش ُ
فما وجدوا غيرَ الهوية
قيـِّدوا يديه . . . ألقوه في الشمس ِ
أخروه لساعات المساء
امنعوا عنه العشاء
* * *
مرت الكلاب بلا تفتيش
و مرت القطط السمان ...
بلا سؤال ٍ عن الهوية
عفواً أنا إنسان ...
اخرس ْ
و مرت الساعات ُ
من الصباح ِ إلى المساء ِ
إلى الصباح ِ إلى المساء ِ
* * *
أعيدوا تفتيش هذا المسافر
حطموا فيه الكرامة
فتشوا حتى عظامه
لعل فيها قنابل ْ
أو هرب َ فيها رسائل ْ
فما وجَدوا غير َ الهوية
اسمحوا له بالمرور
* * *
أين ورداتي التي ذبلت ؟
أين أوراقها التي بُعثِرَت ؟
لمْلمْتـُها , أعدتـَها إلى جرحي
لتعود َ إليها الحياة
انطلقي فراشتي
ادخلي الجانب َ الآخرَ من قلبي
* * *
أوقفوا هذا القادم
كيلوا له الشتائم
أخروه . . . فتشوه . . مرارا ً
ليطمئن . . أنه لا زال فلسطينيا ً
* * *
فلسطيني ٌ أنا . . لا زلت ُ
فبارك الله ُ فيكم
فقد حفظتم لي الهوية
و شعرت ُ أنني إنسان
* * *
تعليقات
إرسال تعليق