في موكب الرحيل.. بقلم الشاعر المتألق/محمد حسام الدين دويدري

 في موكب الرحيل

محمد حسام الدين دويدري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أيا قدراً سَرى في عمريَ اللَجِب=فأوقد فيَّ نارّ العِشقِ والطَرَبِ

جَحَدْتُ النفسَ أنْ تأتي الهوى ومضى=صهيلُ العُمْرِ يَغْشاني بلا نسَبِ

 أأنسـب مهجني للمقلةِ الحَيرى...؟ =أاحمل في ضلوعي جذوة اللعـبِ؟!

وهـذي رحلتي مازالَ بيرقها=شعار الجدِّ في سّيري وفي أَوَبي

**=**


صَرفتُ العَينَ عَن ميراثِ شهوتها=وَرُمْتُ العُمْرَ قدِّيساً وعَصْمَ نبي

وَرُحْتُ أجوبُ دَربَ الصَمتِ مُؤتَلِقَاً=مَعَ الآلامِ والآمالِ في أشبِ

ومَرّ خيالُكَ المسحورُ قي خلدي=لأزعم أنَّ حُبّي جَدّ في طَلَبي

ليعبرني حنانٌ من صدى شجني=يغذّي صَبْوَةَ الأحداق في الحِقَبِ

وحين اجتاحـني وَجْدٌ طَرِبتُ لهُ=ورحتُ أُداعِبُ الأوهام في عَجَبِ

**=**


كطيفِ الشمس يملاْ عالي سِحراً=وينزع عن عيوني سطوة التَعب

إذا ما تهتُ عن سُحبِ اللقاءِ سَما=على الأكتافِ وزر الهَمِّ و النُوَبِ

وكان الحُبُّ في قلبي دَماً ورُؤىً=تُحَرَّكُ فيّ مثل الجدول الثَغِبِ

تطاول حُزني المَسعورُ مُنتصِباً=يُعاني وطأةَ الآلام و الألَبِ

وبِتُّ أُساهر الأوهامَ مُعتَكِفاً=أفكّرُ فيكَ في صمتٍ وفي أدبِ

وكُنتَ تقول لي قَولَ المُحِبِّ إذا=تلاقينا؛ فَعُدتَ تغوص في الحُجُبِ

حمَلتَ – الأمس – قنديل الهوى وعداً=فتاهَ الوعدُ عنَّا في الفضا الرحبِ

أراهِن أن حُبّي كان لي ألَقاً=وأنَّ هواكَ رَمزٌ كان في قلبي

فيا قَدَري ترفَّقْ بي وكُنْ قَمَراً=يضيء اللـيل في دربي بِلا عَتَبِ

أو اغمس سيفَكَ المسلولَ في صدري=وغضّ الطرف؛ ثم انسَلّ عن لهبي

أنا صَرحٌ من الأحزان مُشتَعِلٌ=فحاذِرْ أنْ يَتوهَ القلـب في شُهُبي

جفاؤكَ أيقظَ الآلامَ بعد كرىً =وعاد الصمت يحملني إلى الكَرَبِ

سيشربُ حاضري كأسَ الإياب فهل =يداوي العَوْدُ أحزاناً لمُغتَرِبِ ؟

وليتَ النفسَ عنكَ – اليوم – شاغلةٌ=فليس الوجد عن صدري بمُحتَجِبِ

**=**

أيا قدرا تسمَّر في الضـلوع تُرى=لماذا ترحل الأفراحُ عن جُعَبي ؟

نهيتً النفسَ عن ذكراكَ فانفجَرَتْ =بحارُ الشوق في تسكابها الثَعِبِ

وصُنتُ النفسَ عن حُلُمٍ طَرِبْتُ له =فتاهَ القلب في الإعصارِ والصَخَبِ

...........................

حلب 1987

من مجموعة: بين التوهج والأفول



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر