مهارة فن الكتابة. بقلم الأديب والشاعر/د. محمد حزام المشرقي

 مهارة فن الكتابة

-----------------------

إن صياغة الكلمات ورص الحروف والمفردات وسرد المعاني والعبارات فن نحتاج إلى إتقانه ونهج نحتاج إلى تعلمه وفهمه واستيعابه وإسبار أغواره في خطابنا الدعوي والتربوي والتعليمي والعلمي والسياسي على السواء لندعو من نريد إلى ما نريد الإتكاء عليه بصدق ولا نزيد، وذلك من خلال ربط المطلوب منهم بالمرغوب لهم ومراعاة المرفوض عندهم قبل طرح المفروض عليهم وأن نشعر المتلقي بمدى الفائدة التي سيجنيها باستلهام مصداقية طرحنا وعمق رؤيتنا أو الامتناع عنها .. ولا شيء يخترق القلوب كلطف العبارة ولين الخطاب وسلامة القصد.. قال تعالى في محكم آياته: {وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}.

الكتابة فن إبداعي وممارسة رائعة تتحسن معها قدرتنا على التخيل ومن ثم سرد الأحداث والوقائع أو ما نتصوره أو حتى ما نصنعه ببساطة (القدرة على التعبير عما نشعر به) بطريقة ترابطية وتسلسلية مشوقة تجذب القارئ وتحفزه على متابعة القراءة حتى النهاية. وسواء كان ذلك قصة أو رواية أو شعر فصيح أو عامي-ككلمات أغنية مثلا- أو سيناريو فيلم، فإن ذلك يعد من صنوف الفن الإبداعي التعبيري العبقري البديع لإحداث تأثير إيجابي في المتلقي فكراً وسلوكا.

وللكتابة أهميتها البالغة في تطوير الذات وتحسين الخطاب خصوصاً إذا كنت تعمل في أي من المجالات الإبداعية أو حتى إذا كنت تعتبرها هواية فحسب. ومن فوائدها العظيمة تحسين مهارات التواصل وتوسيع دائرة التفكير النقدي العميق وتكوين روابط بين الأفكار المجردة وبالتالي اكتساب مهارات القدرة على الكتابة إنتقالا لاستخدامها كأداة تشخيصية وعلاجية للمساعدة في حل المشكلات المعقدة. 

ومعلوم أن للكتابة فوائد جمة للعقل ودوراً فعالا في تطوير ملكة التفكير النقدي وصياغة عرض الحجج والبراهين والإقناع بوضوح، ولن يتأتى ذلك إلا بتعلم الكتابة. ولذلك ينبغي علينا أن نكتب ونكتب باستمرار لنتعلم كيف نفكر بشكل سليم وبطريقة صحيحة. 

 ويمكن القول إجمالا أن فن الكتابة تعني الثقة بالمعنى الحرفي- لأي كاتب أو مؤسسة أو كيان أو مبادرة- في القدرة على القراءة الفاحصة والتحليل والقياس والاستنباط واستخلاص النتائج وتبويب أولوياتها بموضوعية وصولا إلى تحقيق الهدف الأسمى للفكرة أو الرؤية أو القضية المطروحة.. 

تجدر الإشارة إلى أن قراءة القرآن باستمرار لها أثر كبير في تنمية المهارات اللغوية وتطوير القدرات التعبيرية وترفع مستوى المخزون اللفظي ومن ثم تغني رصيد القارئ المطلع من مفردات اللغة العربية وصيغها الفاعلة الراقية وتطور مهارات الإلقاء والتعبير.

وختاماً "تزهر العقول عندما نرويها بالقراءة، وتثمر عندما تغذيها بالكتابة".

دمتم ودام العطاء والإبداع والتميز.


د. محمد حزام المشرقي

اليمن، ٩ يناير، ٢٠٢٣



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر