عرس الأسود.. بقلم الأديب/حسن أحمد الفلاح
عُرْسُ الأسودِ
سأمشي لفجرٍ
يعانقُ وجهَ الظّلامْ
وأمشي لقدسٍ إلى ضفّتينِ
أعانقُ سرّاً بعيداً لأحيا هناكَ
أغازلُ عتمَ الخيامْ
وأحلمُ كيما
أعيشَ وحيداً
على خصرِ عشقٍ
أهدهدُ نسراً ليحيا أليفاً
ليكتبَ اسماً على عاتقيّ
ليحملَ وزناً ثقيلاً
يغمغمُ عينَ السّلامْ
هناكَ تغنّي أقاحي المنافي
لعشقٍ غريبٍ
يدندنُ فيها عرينُ الوئامْ
ليرفعَ غصنَ العروبةِ جمراً
يكلّسُ وجهَ المنافي
خياري الوحيد
ينادي عروشَ الخلودِ
هلمّا نحنّي رداءَ المسيحِ
بزيتِ الأسودِ وجمرِ الحسامْ
هلمّا نهدُّ العروشَ هناكَ
على خصرِ أرضٍ
ليحيا رداءُ الأماني
على غصنِ فجرٍ
يلمْلمُ جرحَ الخِصامْ
لنجمعَ سرّ المنايا هناكَ
على جمرِ نجمٍ
يهزُّ جذورَ الحنينْ
نقيسُ عظامَ الأناثي بحبلٍ
ليحيا عليها رمادُ الأنينْ
هناكَ ينادي ضريحُ التآخي
سلامٌ لأرضي
سلامٌ لعرسِ الأسودِ
على رملِ أرضِ يهزّ العرينْ
خفايانا تحيا على جذعِ نخلٍ
تهزّ رمادَ العيونْ
لتكتبَ اسماً بحبرِ الصّمودِ
على جفنِ قدسي
يندّ صُراخُ الأقاحي
ليرسمَ وجهاً جديداً
بجمرٍ ولينْ
ليحكي الشّهيدُ
كلاماً فريداً
يشدُّ أماني الضّريحِ رويداً
ويمسي وحيداً
ليبعثَ يوماً على وجنتيهِ
غباراً ونورْ
وثعبانُ ارضي غثاءُ القبورْ
يلملمُ جرحي نثيثاً لفجرٍ
ونفخُ الملاكِ بعاثٌ وصورْ
هناكَ يلوذُ الخريفُ جزافاً
يملُّ المرايا هجينُ النّسورْ
ليحملَ جمرَ الضّبابِ إلينا
أماني التّجلّي لبدءِ العبورْ
وجسري يناغي ربيعَ الممالكِ
يزفّ إليها هلاكَ القصورْ
وفحمُ الأوابدِ تحيا الهوينا
لتحيي جماداً
باسمِ النّسورْ
يرومُ الصّباحُ لخصرٍ
يعبّدُ جسرَ المنايا
وجسرُ المنايا خفايا الصّدورْ
لماذا يموتُ الضّبابُ ببحرٍ
وموجُ البحارِ هجينٌ أخيرْ
أيا ليتَ أرضي تغنّي المدارْ
لتزجي سحاباً وجمراً ونارْ
ورملٌ يغازلُ عشَّ البحارْ
هناكَ يرومُ الكلامُ ويحنو
على وجنتينا غبارُ الدّيارْ
شعر حسن أحمد الفلاح
تعليقات
إرسال تعليق