ربما يخبو الظلام...بقلم الشاعر يوسف بلعابي...نقد وتحليل..الناقد محمد اَدم بوقرون
ربما يخبو الضباب ؟
ربما يخبو الضباب
وتعبر السحب
وتنجلي الغيوم
وتصفو السماء..؟
نراها صافية زرقاء
والقمر متربع على صدرها
ونوره الهادئ يزين الكون ضياء
والنجوم تتلألأ تتراقص في زهاء
ويحلو المساء ويحلو السمر
وننسى ليالي السواد والغبن والكرى
ليالي الكئابة والغرابة والجفاء
ليالي الغضب وريح صرصر وقر الشتاء
ربما ننسى ليالي الأرق و الظلام
وندفن الأوهام وتزهر الأحلام ؟؟
بقلمي يوسف بلعابي تونس.
تحليل ونقد
يوسف بلعابي، نصك الشعري ينطوي على تأمل فلسفي عميق يتناول التقلبات النفسية والوجودية التي يمر بها الإنسان في حياته. إن السؤال المتكرر في نصك "ربما" يعكس تلك الحيرة والتأرجح بين الأمل واليأس، بين الظلام والنور، وكأنك تفتح نافذة على تلك الصراعات الداخلية التي تختلج في النفس البشرية.
الضباب في نصك ليس مجرد ظاهرة طبيعية، بل هو رمز للغموض والتشتت الذي يحيط بنا في لحظات معينة من حياتنا. إن الأمل بأن "يخبو الضباب" يعكس توقاً داخلياً للخروج من حالة الشك والضياع إلى حالة الصفاء والوضوح. هذه الرحلة من الظلمة إلى النور، من القلق إلى السكينة، هي رحلة وجودية يمر بها كل فرد في سعيه نحو تحقيق ذاته وفهم موقعه في هذا العالم.
أما مشهد السماء الصافية والقمر المتربع على صدرها، فيجسد لحظة الانتصار على تلك الليالي الحالكة التي وصفتها. إنها دعوة للاستمتاع بجمال الحياة حينما تتبدد غيومها، وللتفاؤل بقدرة الإنسان على تجاوز أحلك لحظاته.
يوسف، شكراً لك على هذه اللوحة الشعرية الفلسفية التي تجسد تفاعلاً عميقاً مع تلك التجارب النفسية التي نعيشها جميعاً. نصك يفتح المجال لتأملات عميقة حول دور الأمل في التغلب على الصعاب، وكيف يمكن أن يكون الليل البهيم تمهيداً لفجر جديد يزهر بالأحلام.
د. محمد آدم أبوقرون
كاتب وناقد
تعليقات
إرسال تعليق