لا تقل وداعا يا أبي.. بقلم الشاعرة/د. فاطمة محمد العيساوي

 

فاطمة

***لاتقل وداعا يا أبي...!!!***


جفت المقل من الدمع...

وزحفت رمال الجذب...

فتصحرت واحات الروح...

ولم يبق غير دمار العاصفة

ولم يبق غير طواحين الألم والوجع...


لاتقل وداعا يا أبي...!!!

فأنا لازلت أحبو في أدغال هذه الحياه...

لازلت أجهل كيف أعيش محاربة

ولا كيف أحمي نفسي من رماح الرماه...


أتدري يا أبي...؟!!!

شرد أسد الغابة في ليلة ممطرة...

ونجوم الليل زفت عروس الواحات

إلى كهوف الصمت المقفرة...

وغاااابت الشمس....

وغااااب الربيع....

وخرست حناجر الطيور...

ويبُست الورود بعدما كانت مزهرة...


دعني أخبرك يا أبي...!!!

أتذكر شجرة الزيتون...

التي كنت ألعب تحت ظلها...؟

لم تطرح هذا العام ولم نجن غلتها...

قالوا:ربما لأنها أصبحت عجوزا...!

أو ربما لأنها حزينة

فمنذ سنين طويلة

 هجرتها الطيور والفراشات...!

أو ربما أرعبتها التنانين

 التي ستحترق يوما 

بالنار التي تخرج من أفواهها...!


أتدري يا أبي...؟!!!

حين أضع رأسي على وسادتي...

تخرج صورتك من بروازها على المنضدة...

فنتحدث طويلا أنا وأنت...

نفك طلاسم الماضي الجميل...

فنضحك ثم نبكي على أول خطواتي...

لحظتها تضيق علي غرفتي...

ويصير صدر العصفور أرحب من صدري...

فأتطلع من النافذة

 بعين بريقها ستون عاما

علني أنسل من فخ ذكرياتي...


خبرني يا أبي...!!!

إلى أين أمضي من دونك...؟!!!!

فأنا جسد واهن أعزل وسط هذه الصحراء...

لا سند لي ولاعتاد  ولازاد...

غير مضغة هشة تئن بين الضلوع...

وعقل،سيجني علي يوما،بوعيه الحاد...

فلا تطفئ مصابيحك التي تنير دواخلي...

فكل المصابيح خبا فتيلها وأصبح رماد ...


لاتقل وداعا يا أبي...!!!

دعنا نستمطر مزن الأمل ،رغم أنه ضعيف...

ونستعجل هطول الغيث...

حتى نرتاح من عناء رحلة الصيف و الخريف...


بقلمي

الشاعرة فاطمة العيساوي

هزار القوافي

المملكة المغربية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر