أوراق الخريف...بقلم الكاتب عبد النبي عياد
أوراق الخريف
عندما تتراكم ألأحداث داخل الذاكرة المهملة فوق أرفف متهالكة يتوقف بها الزمن عند ملتقى العودة إلى الماضى فتتهالك ثم تتناثر كأوراق الخريف يهفوا بها الريح كلما هبت عاصفة فيصعب لملمتها .
فهكذا الذى لم يبدى إستعداده للتخلى عن تلك التفاهات والمضايقات التى يعانى منها الكثير من البشر. لم يكن هذا ألإنسان سيئا فى جميع ألأوقات إلا أنه فى كثير من ألأحيان تظهر لديه تلك الحماقات عندما تتناثر بداخله ألأحداث فتعبث بداخله وعندئذ لا يستطيع لملمتها أو التحكم فى ذاته الداخلية فتحدث ضجة فى عالمه الخاص فتتبعثر ذاكرته فى كل ألإتجاهات عندها تحدث تلك الضجة من اللامبالاه فى كل التصرفات لأنه يكون قد فقد السيطرة والقدرة على ترتيب ألأفكار داخل تلك الذاكرة الممتلئة فيصيب من حوله بهذا العبث بارك الله فيك شكرا جزيلا لحضرتك ولكلماتك الطيبة أرق التحايا والتقديرالإرادى نتيجة الشعور بعدم القدرة على التعايش مع ألأخرين وكأنه يريد أن يثبت ذاته التى فقدها عبر تلك التفاهات .ولكن.
فإن من أسوأ ألأمور التى يعتاد عليها ألإنسان أن ينتابه أحيانا شعور بالإحباط أو الإبتعاد عن هؤلاء ألأشخاص وتجنب التعامل معهم؛ فهذا أمر سيئ بالفعل لأنه يدفع ذلك الشخص إلى التمادى فى فعل هذه ألأشياء التى يرفضها العقل وشعوره بأن وجهته فى هذا ألإتجاه قد تسعد ألأخرين وليس عبثا بهم .
فلا بد من وقفة فى منعطف ما لتغيير مسار هذا الشخص العابث ومعالجة هذا المرض الساكن بداخله الذى قد يصيبه بالهوس المزمن ولابد أن يعلم بأنه سوف يسقط يوما بين أنياب أحدهم؛ وعندئذ؛ لم يجد من يرفق به وأن يعلم بأنه يهزى مع هؤلاء البشر؛ فهو لايريد العودة حتى يستنزف أنفاسهم فربما لأنه يستمتع بهذا.
إذا لا بد للعقل أن يميز بين الصواب والخطأ وبين الخير والشر؛ فنحن جميعا مطالبون بتصحيح تلك المسارات الخاطئة حتى تستقيم كل ألأشياء في نصابها ولكن دون أن يتألم أحدا؛ فربما الصمت قد يعوق بعض ألأحداث ولكنه لا يمنع حدوثها وحتى يشعر بمرارة ما يقوم به من ثرثرة وهوجائية بين هؤلاء البشر. فلابد وأن تصرخ فى وجهه.
- أتعتقد بأنك تريد إثبات ذاتك بتلك ألأفعال التى تخرج من ذاكرتك المشوشة لتثبت للجميع بأنك لازلت على قيد الحياة ؟
- كلا. بل هذه الفوضى التى تحدثها تثبت أنك تعانى من مرض نفسى أو خلل عقلى فعليك أن تدرك بأنك قد تجاوزت حدود المجتمع؛
فإصنع لنفسك مرآة ثم ألقى نظرة على وجهك الصاخب وإبتسامتك المفقودة التى لا تريد حتى أن تظهر على شفتيك ثم فتش بداخلك وأفرغ تلك ألأرفف الممتلئة بتلك ألأحداث التى هلهلتها تلك التراكمات الممتدة عبر سنوات عمرك الماضية؛
ثم إبحث عن ذاتك داخل هذا الجسد المنهك فربما تجد بداخله إنسانا تعرفه منذ زمن وقد تكون أحببته يوما ولكنك قد خبأته داخل عبائة هذا الوقت المقتول من الزمن الماضى. لكن قبل أن تبحث داخل تلك الذاكرة الممتلئة وتلقى ما بداخلها فى سلة المهملات عليك أن تتذكر شيئا. عندما تجد نفسك ستكون وحيدا فوق رصيف ألإنتظار وقد عربدته أيضا تفاهات الماضى سوف يكون بلا أعمدة إنارة وبلا أصدقاء؛ فعندئذ؛ أوقد لنفسك شمعة وتحسس الطريق ثم إترك هذا الرصيف القديم حتى ترى نور الشمس وقتئذ إبك فإذا بكيت بصدق فإعلم أنك عدت من جديد... (تمت)
بقلمى. عبدالنبى عياد
تعليقات
إرسال تعليق