انها امنيات ....بقلم الكاتب الشيخ قيس الشخ بدر
إنها أمنيات
*********
دخل مكتبته وجلس إلى مكتبه.. فأخذ يقرأ كتاب بعد كتاب!! حتى غلب عليه سلطان النوم.. وغفى على مكتبه! .. وأثناء غفوته راح يَحلُم.. فوجد نفسه واقفاً في قاعة كبيرة وفيها العديد من الأشخاص ومن حولهم كُتب كثيرة جداً وكأنها حوت كُتب العالم أجمع! كما لاحظ من هيئة الأشخاص المتواجدين في القاعة.. إنهم كِبار في السن وتبدوا على محياهم الحكمة والوقار...
سلم عليهم.. فردوا السلام عليه.. تفضل ياسيد ماذا تريد ولماذا أنتَ هنا؟ فأجاب: جئت لأسألكم..
تفضل أسئل :
ماذا لو كان الخيار لنا بين أن نرجع للماضي ونعيش فيه؟ وإذا رجعنا هل يموت الحاضر؟! وماذا عن المستقبل هل يموت؟.
فأجابه كبيرهم:
ياولدي.. سؤالك غير قابل للحدث! لا الماضي يمكن الرجوع له.. ولا الحاضر يموت.. ولا المستقبل أحداً يعرف ماذا ستكون ملامحه.. فأنه بيد صاحب المُلك.. ياولدي الإنسان منا هو رهين حاضِره.. وعندما يكون حاضِره فيه الكثير من المنغصات أو الأحداث أو غير ذلك.. يتمنى أن يعود به الزمان للماضي!! ربما ليصحح خطأ ما أو مسيرة ما أو تجربة ما ألخ.. تمهيداً للحاضر ثم للمستقبل..
هذه حكمة ربانية بالغة.. ولو أطلع الإنسان على الغيب ربما أختار الحاضر الواقع.. فلكل مرحلة زمنية لها صفحاتها ولها أُناسها وأحداثها ومُرها وحلوها.. لتُذَكر بما فات ومضى وحدث وما هو موجود حالياً.. فأقبل ما كُتب لكَ وإرضى بقضاء الله وقدره.. وأعمل الخير ستجده.. وسيبقى سؤالك في خانة الأمنيات! والأمنيات كثيرة فتذكر لعل الذكرى تنفع!! ولِوهلة حرك يديه فأسقط الكتاب الذي كان يقرأ فيه.. فأستيقظ من حُلمه فوجد نفسه في الحاضر وفي مكتبته.. أخذ شربة ماء من القدح الموجود على مكتبه.. ثم أستدار ومد يده على المذياع الذي بجانبه وأداره.. وإذا بصوت السيدة فيروز.. وهي تصدح بصوتها الراقي والذهبي.. ( نحن والقمر جيران)!! .. وكأنها تقول القمر قمري وهو يسهر معي..
كي لا تعطي مجالاً بأن يُسرق منها في يوم ما إذا نزل على سطح دارها!
فَتَذكر حلمه إنهما أمنيات إنها أمنيات الإنسان..
طبتم وطابت أيامكم.
تعليقات
إرسال تعليق