المطر....بقلم الشاعرة سرى شاهين
المطر
اهطلْ أيُّها المطر
مطراً
غيوماً
حجارةً
صوتاً
كيفما شئتَ اهطل
واغسلْ تلكَ الذكرى
الأليمة..
عن سطوحِ افكاري ،
القرميديةِ..
واجرف بها
في مَسيرِ سيلكَ
إلى أرضٍ بعيدة
اجعل رواسبها ،
إلى أعمقِ عمقٍ في الأرضِ..
حتى إذا ماأرادت ، الخروج
لاتجدُ دلواً يُخرِجُها
لِتسقى أرض أيامي العطشى.....
اهطل ايُّهاالمطر..
وارمي ببعضِ قطراتٍ
في مَسير أيامي..
تَمدني
ارتواءاً
حُباً
دواء
تُنبتُ عُشباً
يُشفي جروحَ أقدامي
العاريةِ..
وتُسقطُ عن وجهي
ما لَبستُ من اقنعةٍ
حينَ تَنَكرَ الدَّهرُ لي...
اهطل رصاصاتٍ
تَقتلُ ما احيا الخوف فيٍَ
ومااشفاهُ الفزع..
اقتلني إذا شئت
ولكن ..لاتتركني
ضعيفةً ، امام جبروتكَ...
اهطل أيُّها المطرُ
غزيراً
جباراً
حافراً في هذه الأرض أخاديد
دونَ رحمةٍ...
واجعل من سيولكَ
أصابعٌ تَمتدُ حولَ
عُنقي..
واقتلني حين أخون....
اهطل أيُّها المطرُ
غزيراً
جباراً
اهطل على تضاريس
أفكاري
وَزودني
بجبروتِ البحرِ وَعمقهِ
وحنان البُحيراتِ
وكَرَم الواحاتِ وشفافيتها..
وانسياب الأنهار ونظامها
عَلمني العصيان
على مجرى الظلم.
علمني ، كيفَ أُذَوِّبُ في دوامتي
الخوف والجبن
الذي تَمَلكَني...
علمني الحُبّ
وكيف نتلاقا
انا والحبيب
في خليجٍ واحدٍ........
اهطل أيُّها المطرُ..
على سطوحِ المنازل
في المدينةِ التي أطفأت ،
انوارها
ونامت
اغسل بحنانك
عن قلوب أهلها
صدأ الأيام القاسيةِ..
واروي ظمأهم
واجعلهم يستيقظون
على صوتِ هُطولك
على شُرفةِ ضمائرهم....
اهطل أيُّها المطر..
مطراً
غيوماً
حجارةً
صوتاً
دماً
كيفما شئتَ اهطل..اهطل
سرى شاهين
سورية
تعليقات
إرسال تعليق