يشله الورد...بقلم الشاعر حسن احمد الفلاح


 يشبهُ الوردِ

لا ترحلوا عن واحةِ 

الأغريقِ 

في هذا المدى 

واليومُ يحمي من 

جراحي قبَّةً حمراءَ 

في سيفِ العدالةِ كلّما 

جاءتْ إلى أشواقِنا 

سحبٌ منَ الأهوازِ 

كي تحيي التّرابْ 

من أيِّ نجمٍ قد أتيتَ 

إلى هنا 

والحزنُ يشبهُ وردةَ 

الصّحراء في هذا الدّجى

وأنا هنا أحكي ألى الأقمارِ 

أشعارَ المنايا 

والإبادةِ 

والمجازرِ  

كي نعيدَ الفجرَ للمنفى 

الذي ينمو على أكفانِهِ 

سِفرٌ من التكوينِ

في رحمِ الأماني 

والغيابْ 

وأنا أتيتُ على سحابٍ 

من شراعِ البحرِ 

كي أحمي الثّرى  

وهنا نقابلُ من مرايا 

الفجرِ أشرعةَ الموانئ 

في الصّدى 

كي نأتي من نجدٍ إلى 

رملٍ من الأغوارِ 

يحييهِ اليبابْ 

وأنا هنا أحكي خلاصي 

من قيودٍ تعزفُ 

الأصفادُ فيها 

مع ترانيم السّحابْ 

وهنا ننامُ على صفيحٍ 

من رصيفِ الأرضِ 

في بلدي هنا 

والطّائراتُ تعضُّ من 

جسدي ترابَ الأرضِ 

كي يحيا معَ الأقمارِ 

بركانُ العواصفِ 

في تناهيدِ اللظى 

وهنا يغالبني دمي 

في نشوةٍ الإغريقِ  

كي يحكي 

لنا سرَّ الوقيعةِ في النّدى 

وأنا هنا أحكي إلى 

بوقِ القيامةِ قصّةً 

كي ينفخَ العشّاقُ 

من فيهٍ يهزَّ الكونَ من 

زبدِ الحرابْ 

ولربّما أهدي إلى 

واحِ البلادِ قصيدةً 

وهنا نعدًّ إلى مراثينا 

نواميسَ الضّحى 

نامي قليلاً يا مديحَ 

الظّلّ في حضنِ 

المرايا وارتوي 

من خلسةِ 

الليلِ ظلاماً 

في سياجٍ آخرٍ

والطّائراتُ على سريرِ 

الفجرِ يحملْنَ الخرابْ

وهنا على رمدِ المرايا 

بينَ أسوارِ الضّحى 

تأتي شظايا الطّائراتِ 

إلى سحاباتِ الورى 

وهنا ينامُ الظلّ في 

عقمِ الرّدى 

والطّائراتُ على مدارِ 

النّورِ يزحَمُها الغرابْ 

لا شيءَ يحمي غابةَ 

الأطفالِ من عسفِ 

الهواجسِ في قواميسِ 

الحكايةِ والعِقابْ 

وعلى ترابِ الأرضِ 

يأتي الليلُ ينشرُ ظلَّهُ 

ليهزَّ من عشقي 

نسائمَ وردةٍ 

تحكي إلى جسدي 

سلاماً يرتدي كفنَ 

المرايا من دمِ الشّهداء 

كي يحمي عناقَ 

الخالدينَ منَ الذّئابْ 

وهنا على جسدِ الشّهيدِ 

عباءةٌ تحكي إلى الأقصى 

سلاماً واغترابْ 

يا أختَ أمّي 

في الرّضاعةِ 

والنّسبْ   

من أينِ جاءَ الظّلُّ 

كي يحكي 

إلى التّابوتِ أنفاسَ 

الغضبْ 

هلّا رميتِ عن جفونِ 

الفجرِ رمحَ الموتِ 

كي يُدمي العربْ 

وأنا هنا يا أختَ أمّي 

أرتدي كفنَ الجريحِ 

على ضريحٍ لا يزالُ 

النّورُ منهُ يقتربْ 

عربٌ هنا يا أختَ أمّي 

يهجرونَ الفجرَ من 

سوقِ الكرامةِ 

كي يلوذوا في قرابِ 

الموتِ مع سوقِ 

النّخاسةِ والنّذالةِ 

والسّغبْ 

وهنا يساقونَ إلى 

موتٍ بطئ 

عن كثبْ 

موتٌ تجاورهُ الحروبْ 

والموتُ فيهِ يا ابن أمّي 

في الدّروبْ 

فلما تخافونَ هنا 

ورسولُنا يحمي سرابَ 

الظّلّ من هولِ 

الغيوبْ 

وهناكَ في أرضِ المدينةِ 

ينتمي للعزّةِ الكبرى 

لكي يجلي شهابَ الشّرِ 

عن فجرِ المدينةِ 

في الغروبْ 

حملَتْ لهم أقمارُنا 

من سورةِ الحشرِ 

سيوفاً 

كي يلوذوا في الهروبْ 

نامي قليلاً يا ملاكي 

فوقَ أضرحةِ الرّكامْ 

وأنا هنا شكلٌ جديدٌ 

أرتدي من جمرةِ البركانِ 

أدرعةَ الغمامْ 

لا لن يفضَّ الحزنَ 

عن فجري مرايا العشقِ 

كي يحمي من الأهوالِ 

عشبَ الأرضِ 

من عرقِ الظّلامْ  

وأنا هنا 

لن أرتدي خوفَ الغزاةِ 

على سرابٍ يسرجُ 

الغيمَ المقيّدَ فوقَ 

أروقةِ اللظى 

وهنا يبادرُنا الزّحامْ 

وعلى ترابِ الأرضِ 

نحيا ها هنا 

بينَ الرّوابي 

في ثنايا الجرحِ 

كي تمسي توابيتٌ 

تحنّي الطّفلَ 

من عرقِ المجازرِ 

والحطامْ 

وهنا تئزُّ الطّائراتُ 

إلى زحامٍ في لقاءِ 

ينثرُ الموتَ الخريفيّ 

هنا 

وعلى جناحٍ آخرٍ 

يحكي إلى العذراء 

من سقمٍ لأطفالٍ 

يراودُهم سرابُ الموتِ 

في هوجِ المجالسِ 

والخيامْ 

وهناكَ فوقَ الظّلِّ تأتي 

الأمّةُ العرجاءُ 

كي تحكي قصيداً يعربيّاً 

في مواخيرِ الدّجى

وهنا تعانقُها خفافيشِ 

الرّداءةِ في ضبابٍ 

سرمديٍّ 

يحتسي من عشقِنا 

موتاً هلاميّاً جديدْ

وهنا تراودُنا

الموانئ والمنافي 

والنّجودْ 

والطّائراتُ على جفونِ 

الأرضِ ترمي ظلّها 

في رعشةِ السّلمِ 

الخرافيّ الوحيدْ

وهناكَ تحرقُ في روابي 

النّورِ شيخاً 

يرتدي درعَ القيامةِ 

والرّعودْ 

والطّفلُ يحكي للمدى 

قصصَ التّجافي 

والتّخلّي عن ثرى 

الأوطانِ في هوجٍ وجودْ 

وأنا هنا أحمي ترابَ الأرضِ 

من عسفِ الجنودْ 

والنّصرُ آتٍ كلّما 

فُجِعَتْ بلادي بالوعودْ 

وأنا هنا لا لنْ أفرّطَ 

في ذرا الأوطانِ من 

رملِ الشّواطيءِ ها هنا 

وأنا أعدُّ العدّةَ الكبرى هنا 

لأمدَّ من دمنا 

سلاماً للوجودْ 

لا سلمَ مع هذا الرّدى 

وخلاصةُ الأقوالِ 

كذبٌ في مدانا كلّما 

جفّتْ مآقي الجرحِ 

عن زغبِ النّدي 

وعلى رمالِ الأرضِ 

تحتضرُ الجرودْ 

لا لنْ نساومَ ها هنا 

وعلى سرابٍ 

من طحالبِ عرشَهم 

تحيا عناكبُهم هنا 

كي ينتضوا سحبَ

المنايا في حرابٍ 

من سفودْ 

وهنا نعدُّ على سرابِ 

الكونِ أسرجةً تضيءُ 

الليلَ من دمنا 

المحنّى من ترابِ القدسِ 

في زمنِ المنافي 

والنّكودْ 

من باحةِ الأقصى يعانقُنا 

الضّحى 

والفجرُ يحبسُ رايتي 

وأنا هنا أحيا 

على حجرِ الأثافي 

والورودْ 

أعلامُ أمّي في مدادِ 

عروبتي 

قمرٌ منَ الأوراسِ 

تزجيهِ غيومُ النّصرِ 

مع صخبِ الرّدودْ 

وأنا هنا قمرُ على أقدارِنا 

في المغربِ العربيِّ 

يحميهِ الجدودْ 

والصّورةُ الأخرى 

على شمسِ الخليجِ توحّدُ

الرّاياتِ في فجرٍ ولودْ 

وهنا على أرضِ الشآمِ 

عروبتي 

تحمي جناحَ الطّائرِ 

المكلومِ من عَسَفِ 

الثّعالبِ والقرودْ 

وعلى بلادِ الرّافدينِ 

نغمّسُ الأنوارَ 

من عشقٍ عراقيٍّ هنا 

يحمي روابي القدسِ 

من هوجِ الجنودْ 

لا سلمُنا الحجريُّ 

باقٍ ها هنا 

وروابضُ الإعصارِ 

تزجيها الأسودْ 

يا قبّةَ الصّفراءَ 

لن تبقي هنا 

في القيدِ يدميكِ 

الكنودْ 

وهنا على واحِ البلادِ 

حرابُنا تدمي عدوَّ اللهِ 

من رمدِ القيودْ 

من قامةِ الأطفالِ 

يأتينا المدى 

ويمدُّ نورُ اللهِ من يمنِ 

الأماني عشقَنا 

وهنا على نصلٍ 

من السّيفِ يهزّونَ الرّدى 

وهناكَ في بابِ الكرامةِ 

يرتدونَ العشقَ 

من ثوبِ العروبةِ كلّما 

زحفَتْ خفافيشُ الدّجى 

كي يرتدوا من واحةِ 

الإغريقِ أسفارَ الحشودْ 

د٠حسن أحمد الفلاح

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر