دارات الزمان...بقلم الشاعر علي غالب الترهوني
دارات الزمان
__________
الدارات التى عفى عليها الزمن.
أين كانت مراتعي ..
لا اتجاهلها في يوم العيد .
تسحب أمي اللحاف عن هامتى ..
تمازحني .لقد كبرت يا سعيد ..
أنا البدوي المعنى ..
نظيف القلب والروح...
لا تسحرني الدنيا ..
ولا يتعبني الغياب ..
لا أعير بالا ..
لأقربائي وهم يتجسسون علي ..
ولا لسؤالهم في أي عام تدرس ..
يحسبون الأيام والشهور .
وخيالهم يرسم الصورة القاتمة عني ..
ماذا لو أصبحت مشهورا..
هل سيقبلونني على الفور..
أحمد الله أنني مغمور ..
دروبي كلها تسحبني إلى المرعى.
أربي الحملان التى تداعبني ..
أشفق عليها حين يتساقط المطر .
أدسها في معطفي .
وأهمس لها أن تغني معي ..
في العيد الجديد .
سوف تذبح فداء لي ..
دروب المدرسة أكرهها .
عرفتها أخيرا وأنكرتني ..
بأمي وأبي سأتعلم خط الرمل .
سوف يفضحني الودع ..
حين كنت ضائعا ..
أحببت سالمة ..
وكرهت بلان..
ولا أتحدث باي لسان ..
سوى لسان عشيرتي ..
تلك التي عشقها الشتاء .
تحب من يذكرها في المسافات ..
وينعت ابنائها بالفوارس..
وعلى تخومها يقف عشرون فارسا ..
أحبها حين ولدت بريئة.
تقتسم أضحياتها ..
على الفقراء .
وتدير ظهرها لمن يشتمها وجها لوجه..
تربي أطفالها على محبة الأضياف ..
وتشرب خمرها ليلا .
كي لا ينعتها أحد بالمجون ..
يركب راجلها أعلى خيلهم..
إما ينتصرون أو لا يعودون ..
________________________
على غالب الترهوني
بقلمي
تعليقات
إرسال تعليق