رحيل كانون.. بقلم الشاعرة المتألقة/د. فاتن جبور
رحيل "كانون" ..
بقلمي:فاتن.
استجمعت قواي وجهدي الرقيع
وما تبقى لي من زاد الأماني
من بين مخالب الصقيع
ونظرت الى "كانون" نظرة المودع
من تركت بجسده وذاكرته
آثار معارك غير متكافئة
بين هجوم وصد..وكر وفر..
أروم اعتلاء ربوة شباط مع الفجر
لأضحى بضفاف آذار قبل أسراب الطيور..
أستحث الخطو نحو الدفء
نحو نسائم نيسان عند شروق الشمس
لأكون في استقبال الربيع
اشتاقت عصافير قلبي للرياحين
ولأعشاش الحب الرخيم..
ملت من الهجرة والنأي عن الأوطان
تاقت لملاقاة تلك الأحضان
بين أفنان تتبرعم و همس الأغصان..
حنت لرهافة العشب ينسل من القيعان
لشهيق الأرض تتنفس الصعداء
تزيح أجسادا مترهلة تكتم انفاسها
تزفر نسائم الثرى من خياشيمها
تنثر من صدرها ماء عذبا كوثرا
تشد تجاعيد الخريف والشتاء
بأنامل نسائم الصباح والمساء
تعيد الحياة الى أديمها
ودبيب الحركة لأوصالها
والبهجة لمحياها المتجدد
كعروس تستعد ليوم زفافها
هيا يا "كانون" الخمود و السكون والسبات
أطلق سراح الكون للعنفوان والإنبات
امنحنا الانعتاق من أشراك الصقيع
دعنا نشرئب لعناق الربيع
لقبلات الورد يطبعها
على خدود البساتين
لشدو العنادل والحساسين
للنرجس يصيخ السمع لأغاني الجداول
ولهمس العشاق على ضفاف الأشواق
هيا يا "كانون "
أراك اعتراك الوجوم
وأطبقت الضلوع على أطراف الزمان
حبسته بين جدران الجليد
أتريد امتصاص آخر قطرات الندى
من الجفون والخدود..
واستنفاد حرارة القلوب..
مهما يكن فلست للنسيان
فمن خوابيك "كانون" الغيث وتيجان الثلوج
يمتح النحل شهد نيسان
ومن دنانك يرتشف الفراش الرحيق..
ومن مشيمتك برحم الثرى
يقتات جنين الربيع..
لا تكن بهذا الإصرار
مهما افترقنا سنعود ..
سنجدد اللقاء .. سنفي بالعهود..
د.فاتن جبور
سفيرة السلام العالمي.
تعليقات
إرسال تعليق