من الجاني؟.. بقلم الأديب/د. محمد المصري
من الجاني.؟
ما أعجب القدر..ذلك العاتي المجهول الذي يتلهي بكرة السعادة فيقذفها في طريق البشر ليعدوا خلفها .وكلما امتدت أناملهم الرقيقة لإمساكها عاد وقذفها بعيدا ليعدوا خلفها من جديد
تطاردهم ضحكاته الساخرة.
إمرأة طوعت اقدارها لأهوائها الشخصية..فتلاعبت بأقدارها كيفما شاءت..نسجت من حولها حواديت وحكايات وصورت لنفسها أنها تحيا في عصر الف ليلة وليلة وصنعت من نفسها شهر زاد في أسلوب عصري جديد.
حكت للعامة روايتها المحبوكة.. صورت نفسها ضحية .تلاعبت بالمشاعر.طوعت اقدارها لرغباتها المحمومة وروت بلا خجل
في حبكة درامية حكايتها التي قد تشبه افلام زمان الأبيض والاسود..أو بالاحري تشبه المسلسلات الهندية..
نشأت في اسرة شبه مفككة وانا مازلت في سن مبكرة توفي والداي..عشت مع جدتي العجوز..ومن هنا بدأت المأساة.
عشت في عصر ما قبل الإسلام..أيام ان كانت تباع النساء في سوق الرقيق.
بالفعل تم بيعي من احد اقربائي لأحد الأثرياء العرب مقابل مبالغ طائلة..بالطبع لم أستطع المقاومة وسافرت كما تساق النعاج دون أن تدري الي اين المسير.
ارتضيت بواقعي الجديد مع رجل تجاوز الستين بكثير.
شيد لي سجنا من قضبان حريرية سريعا ما تحولت الي قضبان من الحديد الصدئ.
تحولت الي جاريه تؤمر فتطيع..وكانت المفاجأة الكبري..يمتلك هذا العجوز الخرف اكثر من زوجة..فعشت كأسيرة لا كزوجة
إلي أن رزقني الله بطفل عوضني عن تلك المعاناة التي أعيشها
ولكن..؟
اين انا كزوجة فانا أتجاوز الثلاثين من عمري بقليل..
وظهرت المفاجأة التي لم اتوقعها علي الإطلاق.. فقد كان يأمرني
ان اضاجعه عكس ماشرع الله ..كان اقرب الي حيوان من ان يكون انسان.
مازالت تستطرد حكايتها الغريبة..في شئ من الغصة والمرارة
وكم كانت بارعة في سرد الاحداث بسلاسة ويسر.
إلي أن ظهرت حقيقتها المخزية المريبة.
فتاة تصنع الوهم لمن يعشق الوهم..وتعرض سلعتها الرخيصة
لراغبي المتعة الحرام. ادعت أنها ضحية الأقدار..وكم قاست وعانت من الظلم والاضطهاد..
لكنها فقط تبحث عن الحب..الحب الذي افتقدته في محراب الشرف والكرامة.
كانت تبدو للوهلة الأولي أنها الضحية..ولكنها كانت صياد ماهر
يغرف كيف ومتي واين ينصب فخاخه للايقاع بالفريسة وقتما تشاء..
ضاعت الفضيله..وعمت الرذائل في عالم فقدنا فيه الاحساس
بالشرف والكرامة.
مازالت هناك بقيه....لننتظر بقية الأحداث ان كان في العمر بقية.
تعليقات
إرسال تعليق