دفعة 1958..بقلم الأديب/د. علوي القاضي

 ... دفعة 1958

د/علوي القاضى. 

... دعوتهم بعد خمسين عاما من الفراق 

... فكل منهم إنصهر في بوتقة الحياة بحلوها ومرها بطريقته الخاصه وتفاعله مع متطلبات الحياه 

... ولما حضروا رأيتهم ولم أعرفهم : 

.. فمنهم من يعاني من المرض 

.. ومنهم من خط الشيب خطوطه علي بشرة وجهه 

.. ومنهم من ضعف بصره 

.. ومنهم من فقد شعره وأصبح أصلعا 

.. ومنهم من يتكإ علي عكازه 

.. وٱخر يتلعثم في كلامه 

.. وبعضهم يحمل في جيبه بعض الأدويه 

.. وبعضهم يحاول أن يقاوم شيخوخته بصبغ شعره حتي يتعايش مع كبر سنه حتي ولو بالوهم 

.. و.. و.. و.. 

... رجعت بذاكرتي خمسين عاما وتذكرت كل واحد منهم حتي أنا 

... حينما كنا في عز الصبا والشباب وعدت بذكرياتي معهم من ٱمال وأحلام كل منهم واختلفت الصوره 

... وأحسست أننا مجموعه نصف أحياء ودارت أفكاري وانتابتني سنة من الغفلة عنهم وشغلني سؤال :

.. ماذا حقق كل منا من أحلامه وآماله وماذا يتمني في هذه اللحظه؟؟!! 

... وأثناء انشغالي عنهم بأفكاري واهتمامي كيف أدير هذا الحوار في هذا اللقاء حتي يكون ممتعا انتبهت لدخول التحيه 

... وبدأت بتوزيعها علي كل منهم مع بعض الدعابات المناسبة لكل منهم    

... وبعد الإنتهاء من الدعابات تجاذبنا أطراف الحديث عن الذكريات والتجاذبات التي كانت سمة العلاقه بيننا في صبانا حتي ذكرنا بعضنا بمواقف التنافس في الدروس والرياضه 

... وكيف كان يشتهر أساتذتنا بلازمة معينة لكل منهم 

... وتميز اللقاء ببعض النكات والضحكات وبعد مرور وقت ليس بالقليل راودني سؤال عرضته علي الجميع

... بعد رحلة الحياه الطويله هذه ماذا تتمنون الٱن وقد بلغ منكم الكبر مبلغه وعصرتكم الحياه ودارت عليكم الدائره وأصبحتم قاب قوسين أو أدني من النهايه؟؟!! 

... أصيب الجميع بالدهشة واختلفت الآراء وتعالت صيحات مزجت الضحكات بالآهات وكأني أطلقت عليهم رصاصات الرحمة وٱصابهم لحظات من الإكتئاب والوجوم والتنهدات والهمهمة حتي أنني اعتذرت لهم عن هذا السؤال 

... ولكن قاطعني أحدهم وكان يتمتع بالشجاعة منذ نعومة أظفاره فأجاب علي سؤالي ثم توالت الإجابات    

... أجاب أنه يريد أن يهرب من كُل شئ ، من مسئولياته التي على أكتافه ، مِن دَوشة وزحمة التفكير التفكير في الكبيرة والصغيرة  

... وأجاب ٱخر أنه يتمني أن يتخلص من القلق والحسابات والترقّب والحَذر والخوف من اللي جاي  

... وتبعه ٱخر أنه يريد التخلص من الإجهاد المتكرر ومن التوتر 

... ومنهم من صرح بأنه يريد التخلص من نفسه حرفياً من صراعاته الداخلية والخارجية 

... وآخر ساقه الحنين لأيام الطفولة لأنه يتمني أن يهرب زي العيال زمان حينما كانوا يقفزون من على سور المدرسة لأنهم طالبوا فرفشة وروقان بال وليسوا طالبوا دراسة 

... وآخر يريد القفز من سور الأعباء والمسئوليات والهموم ويجري والجدع يلحق به ويسيب كل حاجة وراه لفترة من غير ما يبص إيه اتكسر ، أو إيه ممكن يتكسر في غيابه أو إيه ممكن يحصل له بسبب هروبه ده ( حتى جوا الهروب بردو بنشغل دماغنا ) 

... وأجاب أحدهم إنه محتاج يشحن طاقة وهدوء واسترخاء ونفسية حلوة وحد يستناه على أول الشارع يخطفه وهو مش واخد باله 

... أحدهم قال إنه محتاج يفصل فيشة الإرهاق والملل ويطلع من المود العام والخاص وأي مود بصراحة 

... وانتهي اللقاء علي وعد بتجديده إن قدر لنا هذا و كان في العمر بقيه 

... توقيع : ( دفعة 1958 )

... تحياتى ...



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تواطؤ الضوء مع ظلك...بقلم الشاعر جبران العشملي

اِنتظرتك...بقلم الشاعر صالح دويك

رفقا بنا يازمن....بقلم الشاعر البشير سلطاني

يامصر لك كل الأشعار والأدب...بقلم الشاعر حسين نصرالدين

كيف أنساك...؟!!!...بقلم الشاعر معمر حميد الشرعبي

مناجاة صب...بقلم الشاعرة روضة قوادر

مهلا...!....بقلم الشاعر محمد مطر

بيني وبينك...بقلم الشاعر حسن الشوان

المدينة الحالة.. بقلم الأديب والشاعر/محمد أحمد الرازحي رزوح

المحبة....بقلم الاديب إبراهيم العمر