أضواء على خطبة الجمعة.. أعمالكم تعرض عل الله عز وجل.. بقلم الأديب والشاعر/حسين نصر الدين
أضواء ٌ على خُطبة الجُمْعَةِ : اعتلى المنبر اليوم الجمعة الموافق 18/03/2022 الشيخ الكريم الأستاذ/ رامي قَنَر، بارك الله فيه بمسجدِ دعوة الحق الإسلامية برأس البرمحافظة دمياط وعنوان خطبة اليوم(أعمالُكم تُعرضُ على الله عزَّ وجلَ) .
بحث ودراسة بقلم حسين نصر الدين : النصوص(آياتٌ قرآنيةٌ وأحاديث شريفة) من مصادِرِها الأصيلة . .
الخطبة واقعٌ حيٌ مما ذكره الشيخ الكريم على المنبر وقمتُ بالصياغةِ والتعليقِ بقلمي (حتى لا يسألني سائلٌ قائلأً كان من المفروض أنْ تذكرَ كذا أو أنك َ أغفاتَ عن كذا):
(تُرْفَعُ أعمالكم إلى الله عزَّ وجلَّ وأوقاتُ ذلك) : بمناسبة رفعِ الأعمال إلى الله عز وجلَ في شهر شعبان المبارك :
وكّل الله سبحانه وتعالى ملكيْن على يمين وشمال كلّ ابن آدم لكتابة أعماله كلها، الصالحة منها والطالحة، قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ق الآية 18، وتتسمُ هذه الملائكة بالدقة في إحصاء الأعمال كلها مهما كبرت أو صغرت ، مع تحديد زمانها ومكانها ، كما أنها تُرفع أعمال العبد إلى ربه في مواقيت محددة ورد ذكرها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنَّ الله يعلمُ أعمال عباده في السر والعلن سواءً دوّنتها الملائكةُ في صحائفَ أمْ لمْ تفعلْ ، أما الحكمة في ذلك فتكمُنُ في زجر المكلف عن القبائح بعد علمه أنّ أعماله ستُعرض على رؤوس الأشهاد يوم القيامة ، بالإضافة إلى أنّ وزن الأعمال غير ممكن ، أما وزن الصحائف فممكن ليقيم الله الحجة الملموسة على الإنسان .
متى ترفع الأعمال إلى الله .؟
حسب ما ورد في القرآن والسنة فإنّ أعمال العبد تُعرض على ربه يومياً وأسبوعياً وسنوياً أيضاً ، أما اليوميّة فتُرفع مرتين ، الأولى في النهار عن الليل ، والثانية في الليل عن النهار، والأعمال الأسبوعية تُرفع يومي الإثنين والخميس لذلك يستحب الصيام فيهما ، وتُرفع الأعمال السنوية في شهر شعبان ، فقد روى أسامة بن زيد رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله:(ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ)حديثٌ حسن، لذلك يكون العمل وقت الغفلة محبوباً من الله تعالى . أما فيما يتعلق بجميع الأعمال فتكون عند انتهاء الأجل ، حيث تنطوي صحيفة العبد وينقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية مثل أرض وقف يذهب رعيها للمحتاجين ، أو بناء مشفى ، أو علم يُنتفع به مثل أن يكون قد ألف كتباً مفيدة ، أو اشتراها ووضعها في مكتبة ، أو من الممكن أن يكون ولداً صالحاً يدعو له بعد مماته. كما ورد أنه تُرْفَعُ الأعمالُ إلى الله في يوم عرفة ، لأنه يوم اجتماع الملمين في مارق الأرض ومغاربه ، وكأنه يوم العرض على الله عزَّ وجلَّ .
تلخيصٌ لما سَبقَ : (يُرْفَعُ إلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهارِ، وعَمَلُ النَّهارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ)؛ إذ تُرفع أعمال النهار آخر النهار، وأعمال الليل آخر الليل، والملائكة هي من تتولّى رَفع الأعمال إلى الله تعالى .
العَرض الأسبوعيّ : تُعرَض الأعمال يومَي الاثنين ، والخميس ؛ قال عليه الصلاة والسلام : (تُعرَضُ أعمالُ النَّاسِ في كُلِّ جُمُعةٍ مَرَّتينِ : يومَ الاثنينِ، ويومَ الخَميسِ). العَرض السنويّ: وفيه تُرفَع أعمال العبد في السنة كلّها مرّة واحدة ، ويكون ذلك في شهر شعبان؛ قال عليه الصلاة والسلام :(وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ). أحسن الشيخُ وأجاد .
تعليقات
إرسال تعليق