لو تذكرنا جميعا ان الحياة قصيرة مهما طالت وان كل شيء الي زوال ولو بعد حين.. اذن لعز علينا ان نبدد اوقات العمر الثمينة في الخلاف والعداء والصراع حول توافه الأشياء.. واذن لملأنا عيوننا من وجوه من نحبهم خشية الا نجدهم امامنا بعد حين وتجاوزنا عن الاساءات واستمتعنا بالعلاقات الانسانية وبصحبة الاهل والأحباء والاصدقاء وشركاء العمر.. ولنهلنا من معين الجمال الكوني اللانهائي وغردنا مع الأطيار وتسلقنا اشعة الشمس وضوء القمر ورسمنا فوق النجوم كما تمني الاديب الكولومبي العالمي ماركيز وكتب في رسالته الوداعية لاحبائه بعد علمه بتدهور حالته الصحية. لكن هذه الحقيقة الخالدة تغيب عنا دائما.. للأسف ونحن مستغرقون في صراعات الحياة اليومية ومشاحناتها ومجادلاتها حول الاشياء الصغيرة فلا نفيق عادة إلا علي قرع الطبول, وهول تصاريف القدر فندرك بعد فوات الأوان كم كانت السعادة تحيط بنا من كل جانب ونحن نتوهم الشقاء ونتشكي سوء الحال, وكم كانت السماء رحيمة بنا فغمرتنا بالنعم الجليلة ونحن نستشعر الظلم ونتطلع الي الانصاف وكم كنا جديرين بأن تلهج ألسنتنا دائما بالشكر والدعاء للخالق العظيم علي ما وهبنا من ع...