فلذة الكبد.. بقلم الشاعر المبدع/محمود علي علي
فلذة الكبد
"""""
طغت الهموم تكاثرت آهاتي
واسّاقطت من هولها دمعاتي
ورشفت منها حنظلا وشربته
وتكاثرت من بعدها علّاتي
ضاقت بي الأحوال حتى أنني
عفت الغوانيَ قد كرهت حياتي
والشيب باغتني وساءت حالتي
وتثاقلت من بعدها حركاتي
ستون عاما قد مضت وكأنها
مرّت كلمع البرق في السمواتِ
أو غيم خلّب قد خلا تهتانه
من سحّ ماء أو رذاذٍ آتِ
ماذقت يوما ذلك الشهد الذي
جَمَعَته من زهر الربى نحلاتي
ليل عبوس قمطرير أعيشه
ونهاريَ المشؤوم في الساعاتِ
فقدت عيوني فلذة الكبد التي
كانت تسرّ العيش كالمرآة
كانت ممرّضتي وقلّ نظيرها
تشفي برمق العين والنظرات
سمراء كانت رشّة العطر الذي
بعبيره يشفيك بالنفحات
حوراء تُخجل حور عين إن بدت
نجلاء عين الظبي في الفلَوات
فينانة والشعر ليل حالك
والخصر مثل غزالة بِسِمَات
دان الجمال لحسنها وبهائها
لا تُشمل الأوصاف في الكلمات
ولقد خلا في ذا الزمان ربيبها
في سائر الكرّات والرجعاتِ
إن قيل بالغ قلت لا. لا إنني
فقدت عيوني في الحياة فتاتي
حزني عليها حزن يعقوب على
إبنيه لا بل زدت في العدّاتِ
أسفي على ذاك الجمال وحسنه
أن يحتويه الترب في الروضاتِ
ياصبر صبّرني على بلواي هل
ألقاك في يوم قبيل مماتي
رحماك ربي أن تهبنيه فقد
جفّت موارد دجلتي وفراتي
محمود علي علي
تعليقات
إرسال تعليق