أشباح...بقلم الاديب والشاعر خالد عبد اللطيف
في تلك الغرفة المظلمة تابعت الحيزبون عملها ،للمرة الألف رأت جسدا مسجى فوق السرير،لم تتبين ملامحه جيدا،فقد كانت جميع الاجساد بالنسبة لها تتشابه بشحوبها واصفرارها،وكانت تصر على إتمام عملها الروتيني دون التأكد من تلك الاشباح الممددة على أسرة زئبقية يرمى بها في الثلث الخالي مثل عمل المنجنيق ،ومن مكتبها الوثير تشرب شايا ساخنا وقطعا من البسكويت،يتحلب فمها وهي ترى الاجساد التي لم يحالفها الحظ تموت ببطء وسط هذه الغرف الباردة...رائحة الموت تنتشر في كل مكان،تشد الرحال الى القلب والرئة فتعصرهما عصرا،يتسلل البول باردا كزيت منقع في الخل...تبادلوا النظرات كالعادة،تسارعت عقارب الآلة من تذبذب الى سرعة فائقة ،دوت صفارات كثيرة تؤكد نهاية القلب والشرايين واتلاف الكبد،وتوقف الطحال...في الجهة الأخرى من الغرفة،تبادلت طيور الخفاش النظرات،ورددت البوم صوتا أشبه بصوت القطط"ماو..ماو..." ضحك صاحب النياشين حتى استلقى على قفاه،وعبر الهاتف أخبروه..ان الكارثة التي حلت ببيته أكبر مما يتصور..بكى ،لم يعد قادرا على الوقوف فأسعفوه..وكما العادة ،نظرت الحيزبون الى الجسد الاصفر كالقرقم،اعطت تعليماتها بنقله مرددة نفس العبارة"خذوه إنه في صحة جيدة" حملوه في المراكب الخشنة ،عادت لبيتها،وهناك وجدت جمعا من الناس،سألتهم ما الخطب؟ وبسخرية وغيظ أجابوها:"إن ذلك الشاحب كالقرقم والذي لقي حتفه هو ابنك....
خالد عبداللطيف
تعليقات
إرسال تعليق