الحياة نعمة من الله.. بقلم الكاتب المتألق/أ. إسماعيل مفتاح الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /
( الحياة نعمة من الله )
.. الحياة نعمة من نعم الله التي منحها لكافة مخلوقاته وزينها لنا بالمال والبنين لنتمتع ونسعدبهما كما قال في قوله تبارك وتعالي : ((وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ* ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ* لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ)).
.. إن الدنيا هي الممر والإمتحان الذي سيعبره جميع البشر وهي الدار التي سنحاسب علي ما أتت أيدينا فيها وما فعلت أنفسنا من أقوال أو أعمال فمن نجح بإمتحانه ظفر الهناء والفرح ووصل إلي لآخرة والذي لا ينفذ ولا يزول ولا ينضب وأما من تبع هواه وانحرف عن الطريق السليم وجد الويلات وسوء الختام حيث قال الله تعالي: (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون) وقال جل وعلي : (تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم). وقال سبحانه: (أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل).
.. إن حجر الأساس الأول في الحياة هو طاعة الله والسعي لرضاه الذي يمكن الإنسان من عيش حياته وكأنه يرسم لوحةً زاهية بألوان مفرحة فيزين حياته بحبه للآخرين وحبه للخير فتسود المحبة والفرح والسرور أرجاء الكون ويختفي الظلم والكره ويدفن عميقاً بعيداً عن الحياة أما حجر الأساس الثاني في هذه الحياة فهو تكوين العلاقات الإجتماعية الطيبة بين الناس فلا يمكن التمتع بالحياة بوحدة ومعزل عن الآخرين فالحياة هي الشجرة والعلاقات الإجتماعية هي أغصان هذه الشجرة التي مهما تنوعت واختلفت تعود للأصل ولهذا يجب أن تكون العلاقات الإجتماعية قوية ومتينة ونظيفة ومترابطة مع بعضها البعض ولأن الحياة ليست ورديةً دوماً فإن بها الفرح والحزن والخير والشر والطيبة والإستغفال والصدق والكذب .. الحياة بمجملها مجموعه من التناقضات والسعيد من أخذ منها وأعطي دون إساءة واستغفال وكذب وطعن.
.. قد تعصف الحياة بالإنسان وتطفئي نور الأمل لديه إلا أنّ عليه أن يكون ناعماً مثل أوراق الشجرة وصلباً كجذورها وخشناً كساقها وطيباً كعطرها فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس والتذكر دائماً أن كل ليل آخره نهار مشرق جميل والعودة للتحليق في فضاء هذه الحياة التي هي نعمة من الله سبحانه وتعالي والإستمتاع بها وشكره عليها وجعلها مكاناً للذكريات الجميلة المليئة بالحب والحنان مع محاولة إصلاح الكون وتزيينه باللمسات الجميلة فالحياة كالتربة الخصبة التي تعطي من يزرع ثماره دون انتظار المقابل فليكن زرعنا جميلاً ذا رائحة عطرة يفوح لأجيال وأجيال .
.. نسأل الله تعالي إخواني أن يغلبنا علي شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ويعيننا علي ما فيه خير للجميع.
مع تحياتي وفائق إحترامي لكم جميعا.
الأستاذ : إسماعيل مفتاح الشريف.
البلد : ليبيا.
تعليقات
إرسال تعليق